أخبار عاجلة
الرئيسية / تعليم جديد / بطيئو التعلم … السمات والعلاج

بطيئو التعلم … السمات والعلاج

Spread the love
مقدمة

تتناول الدراسة الحالية واحدة من أهم فئات الطلاب وهم الطلاب بطيئو التعلم  Slow Learner تلك الفئة من الطلاب التي لا تدرج ضمن طلاب التربية الخاصة – في معظم دول العالم- ولا يتم الاهتمام بها أسوة بالطلاب الموهوبين أو الفائقين، ولا تصلح معهم برامج التعليم العادية وهو ما يجعلهم معرضين لأخطار التسرب من التعليم، وكذلك السلوكيات الاجتماعية الغير مقبولة؛ نظرًا لضعف قدراتهم ومهاراتهم الأكاديمية والاجتماعية، وقد تم عرض تعريف تلك الفئة من الطلاب وتوضيح سماتهم وخصائصهم والتفرقة بينهم وبين الفئات المتشابهة معهم (صعوبات التعلم- الإعاقة الذهنية البسيطة) كما تم وضع تصور مقترح لأساليب التدريس المناسبة لهم والتوصيات المتعلقة بتلك الفئة من الطلاب.

تعريف بطيئو التعلم Slow Learners

يطلق مصطلح بطيئو التعلم على الطلاب الذين يظهرون كفاءة أقل من زملائهم العاديين في التعليم، ويتراوح معدل ذكائهم بين 70- 85 درجة[1]، ويتسبب بطء التعلم لديهم في عدم اجتيازهم لبرامج التعليم العادية، وتتراوح نسبة الطلاب بطيئو التعلم بين 15-17 % من الطلاب بالمدارس، وهم بذلك يتفوقون في عددهم على طلاب الإعاقة الذهنية والتوحد وصعوبات التعلم[2].

ويمثل الطلاب بطيئو التعلم عددًا غير قليل من الطلاب المتسربين من التعليم العام أو الأميين وظيفيًا ونسبة من العاطلين عن العمل لظروف ضعف تعليمهم، وينعكس ذلك على حياتهم العملية والمشكلات التي تسببها لهم ظروفهم التعليمية. حيث يخفقون في الأنشطة التي تتطلب قدرات تعليمية وذهنية متقدمة بينما يستطيعون ممارسة الأعمال العملية والهيكلية

سمات وخصائص الطلاب بطيئو التعلم[3]

  • يتعلمون المشي والتحدث متأخرين مقارنة بأقرانهم العاديين.
  • يواجهون مشكلات أكاديمية في رياض الأطفال وما بعدها من سنوات الدراسة.
  • يلعبون مثل أقرانهم إلا أنهم يفضلون اللعب مع من هم أصغر منهم سنًا.
  • يكونون صداقات مؤقتة لا تدوم طويلًا.
  • يتصرفون تصرفات أقل من سنهم بكثير.
  • لا يحتفظون طويلًا بما تعلموه.
  • لديهم صعوبة في اتباع التعليمات متعددة التوجيهات.
  • ضعاف بشكل عام في القراءة والكتابة.
  • ليس لديهم أهداف طويلة المدى.
  • قصر فترة الانتباه وضعف مهارات التركيز لديهم.
  • أهمية دراسة فئة الطلاب بطيئو التعلم

      لدراسة فئة الطلاب بطيئو التعلم أهمية كبرى؛ نظرًا لأنهم يشكلون نسبة كبيرة من الطلاب بجميع مدارس التعليم العام على مستوى العالم (نسبتهم من 15- 17%) وهم بذلك يزيدون عن مجموع حالات طلاب التربية الخاصة بمدارس التعليم العام (الإعاقة الذهنية – التوحد- صعوبات التعلم)، إضافة إلى ذلك فإن تلك الفئة من الطلاب لا تدرج بمعظم دول العالم ضمن فئات طلاب التربية الخاصة التي تستحق الرعاية والمتابعة. ويمثل الطلاب بطيئو التعلم معظم المتسربين من المدارس وإذ لم تتوفر لهم الرعاية والتدريب فإنهم يمثلون معظم العاطلين عن العمل وأصحاب المشاكل المجتمعية وهو ما يتطلب تقديم الرعاية والدعم لهم.

الفرق بين بطيئي التعلم وذوي صعوبات التعلم والمعاقين ذهنيًا

نتناول بشكل مبسط في الجدول التالي الفروق بين فئات الطلاب السابق عرضها لسهولة التمييز فيما بينهم وهم كالتالي:

وجه المقارنة بطيئو التعلم صعوبات التعلم الإعاقة الذهنية
التعريف طلاب لديهم كفاءة أكاديمية أقل من زملائهم العاديين في كافة المواد، طوال مراحل الدراسة[4]. طلاب لديهم اضطرابات في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تتضمن فهم واستخدام اللغة المكتوبة أو اللغة المنطوقة والتي تبدو في اضطرابات الاستماع والتفكير والكلام، والقراءة، والكتابة (الإملاء، التعبير، الخط) والرياضيات التي لا تعود إلى أسباب تتعلق بالعوق العقلي أو السمعي أو البصري أو غيرها من أنواع العوق[5]. توقف أو نقص في تطور الوظيفة العقلية، يتميز بإصابة خاصة في القدرات العقلية التي تحدد مستوى الذكاء العام خلال مرحلة النمو، وينعكس ذلك على الوظائف المعرفية واللغوية والحركية والقدرات الاجتماعية[6].
معامل الذكاء من 85-70 من 85 فأعلى من 70 فأقل
الكفاءة الأكاديمية الضعف في جميع المواد الدراسية ويصعب علاجه مثل الطبيعي الضعف في بعض المواد كالقراءة والكتابة ويمكن علاجه الضعف العام في جميع المواد (يحتاج لمنهج بديل)
المهارات المعرفية والنمائية ضعف مستمر في المهارات المعرفية والنمائية ضعف بالمهارات المعرفية واضطراب في المهارات النمائية يمكن علاجه قصور بالمهارات المعرفية والنمائية يلازم الشخص طوال حياته.
الحياة العملية قصور في المهارات الأكاديمية وقد يكون طبيعيا في المهارات العملية والهيكلية. قصور في بعض المهارات الأكاديمية يمكن علاجه منها ويستطيع التكيف عمليًا. قصور بالمهارات الأكاديمية المتقدمة ولا يستطيع التكيف عمليًا.

ومن خلال العرض السابق ندرك أن فئة الطلاب بطيئو التعلم تمثل الكفاءة الأكاديمية عقبة لديهم بينما يستطيعون مواكبة المجتمع في الأنشطة العملية والهيكلية، كذلك فإنهم يختلفون عن ذوي صعوبات التعلم في صعوبة علاجهم أكاديميًا.

أنواع بطء التعلم

هناك نوعان من بطء التعلم كالتالي[7]:

– بطء تعلم مكتسب: ومثال ذلك وجود الطالب في بيئة غير مثيرة، أو ضعف المرافق المنزلية التي تستثير الطالب، وتدني القدرات الصحية للطالب وعدم اهتمام الوالدين أو كره المدرسة وعدم تقبلها.

– بطء تعلم وراثي: وهو ما يعود لأسباب جينية مثل ضعف القدرات العقلية والمهارات المعرفية والنمائية.

بطيؤو التعلمأساليب التدريس للطلاب بطيئو التعلم

  • تجزئة المعلومات والمهام الأكاديمية بما يناسب قدراتهم.
  • استخدام استراتيجيات تدريسية تعتمد على ربط المعلومات بواقع الحياة واستخدام وسائل تعليمية هيكلية تربط بين المعلومة والتطبيق العملي.
  • التحفيز والمكافآت التعليمية واستخدام استراتيجيات تدريسية تفعل تعلم الأقران.
  • اكتشاف واستثمار أنماط الذكاءات المتعددة لدى الطلاب بطيئو التعلم.
  • تشجيع التواصل والتفاعل الشفهي أكثر من الكتابي لتلك الفئة من الطلاب.
  • وضع أهداف تعليمية بسيطة وسهلة يمكن للطلاب تحقيقها.
  • التوصيات
  • الاكتشاف المبكر لفئة الطلاب بطيئو التعلم من خلال الاختبارات التشخيصية والاختبارات الادراكية واختبارات القدرات النمائية.
  • العمل على وضع الخطط المنزلية والمدرسية المناسبة لقدرات الطلاب بطيئو التعلم وتأهيلهم للحياة المدرسية والمجتمعية.
  • التدريب على تنمية القدرات النمائية والإدراكية لفئة الطلاب بطيئو التعلم.
  • تقبل الطلاب بطيئو التعلم والثناء على تقدمهم في التدريب والتعليم وعدم مقارنتهم بغيرهم من الطلاب.
  • الاستفادة من قدرات الطلاب بطيئو التعلم في الأنشطة العملية والهيكلية وفقًا لقدراتهم ومهاراتهم.
  • استثمار وتنمية قدرات الطلاب بطيئو التعلم وفقًا لنمط الذكاء المتعدد الموجود لديهم (الحركي- الميكانيكي- المكاني- الفني….إلخ).

تعليم جديد