وبحضور مشرف لرئيس الجامعة أ. د. مجاهد الجبر، ومساعده أ. د. ميثاق الحبر، وكوكبة من عمداء الكليات ورؤساء الأقسام، وإشراف متميز من أ. م. سميرة حامد مكي.
في أروقة الجامعة التخصصية الحديثة، حيث الأمل يلتقي بالعلم، والأصالة تزينها معاني الإبداع، اجتمع طلاب الهندسة المعمارية ليضعوا بين أيدينا مشروعًا حضريًا ينطق بآمال مدينة صنعاء وتطلعاتها. حمل هذا المشروع اسم “حديقة الثورة والمناطق المجاورة”، ليكون حلقة وصل بين الماضي العريق والآفاق المشرقة، حيث اجتهد الطلبة في نسج رؤيتهم، مستلهمين من تاريخ اليمن وشموخ صنعاء هوية معمارية تليق بجمال المدينة وطيبة قلوب ناسها.
1. الهدف الأساسي للمشروع
ينبثق المشروع من حلم يتردد بين أسوار الجامعة وقلوب طلابها؛ حلم يسعى لتحسين حياة الناس، ورفع قيمة المكان، مع الحفاظ على عبق التقاليد الأصيلة وثقافة اليمن الغنية. يرسم الطلبة من خلاله ملامح بيئة جديدة، حيث تتلاقى التنمية والاستدامة، وتتحول صنعاء إلى وجهة تستقطب الاستثمارات وتنعش الروح بما يليق بثرائها الحضاري.
2. إدارة المرور والنقل
ومع أن صنعاء تزدهر بروح سكانها وأزقتها العريقة، إلا أن تكدس الحركة يكاد يخنق أنفاس الشوارع. هنا، قدم الطلبة أفكارًا مبتكرة لإدارة التنقل والنقل، ليحافظوا على سلاسة الحياة ويعيدوا للطرقات رونقها. لقد تخيلوا شبكة مرور جديدة، تربط الشوارع بالحدائق العامة والمتنفسات، في تناغم بين حجر الطريق وخضرة الحدائق، ليصبح التنقل نزهةً لا عبئًا.
ومع بزوغ الفجر التكنولوجي، جاء الطلبة برؤى حديثة تضفي على المشروع طابعًا مستقبليًا؛ أنظمة ذكية تبدأ من إشارات المرور المتطورة، لتصل إلى الإنارة الذكية التي تحكي قصص صنعاء في الليل، حين تضفي نورًا لا يخفت على أزقة المدينة. تسعى هذه الأنظمة لتحسين كفاءة المشروع، وتمكين صنعاء من احتضان الحداثة دون المساس بأصالتها.
4. الأمن والسلامة
في قلب هذا المشروع، ينبض اهتمام بالغ بالأمان والسلامة. فقد رسم الطلبة مساحات تنعم بالأمان للأطفال والمشاة، فأوجدوا بيئة تزرع الاطمئنان بين دروب المدينة، وتدعو الناس لاستعادة حيويتهم وحرية تنقلهم. مضت الرؤى أيضًا لتشمل مسارات الدراجات والأنشطة الخارجية، إذ يطل مشروعهم وكأنه دعوة إلى حياة أرحب وأجمل، حيث يستمتع السكان برحابة المكان وسلامته.
5. إشراك المجتمع في عملية التصميم
ولأن الإنسان هو الروح النابضة في هذا المشروع، جاء الإصرار على أن يكون المجتمع شريكًا في صياغة تفاصيله. فكانت المشاركة المجتمعية جسرًا نحو فهم عميق لرغبات الناس واحتياجاتهم، مما يضمن أن التصميم النهائي سيكون صورة عنهم وعن أحلامهم، ليعزز الأواصر الاجتماعية ويصبح الحي مرآة تعكس ترابطهم وانتماءهم.
6. التوازن بين الوظيفة والجمال
كان في عيون الطلبة شغف بأن يحافظوا على جمال صنعاء، مع تعزيز وظائف المكان وتطويره؛ لينسجوا في تفاصيل المشروع توازنًا يليق بتاريخها العريق وأملها المستقبلي. فنقشوا تصاميمهم على صخرة الثقافة اليمنية وأخذوا من الحداثة ما يزين المشروع دون أن يشوه أصالته، وكأنهم ينحتون قطعة فنية تستمد ألوانها من تاريخ المدينة وجمالها.
7. تصميم العقد والبؤر (التقاطعات)
لم يترك الطلبة زاوية إلا وملؤوها بإبداعهم؛ فالتقاطعات والعقد باتت هي الأخرى جزءًا من لوحتهم المعمارية. جاءت تصاميمهم مستوحاة من التراث اليمني، تحمل روح البلاد في كل زاوية، وتحتفي بتاريخها المعماري. وقفت لجنة المناقشة، بقيادة رئيس الجامعة وأساتذتها، تشيد بجماليات التصاميم وإبداع الطلاب، التي ترسم معالم حديثة للمدينة وتعكس ذوقًا أصيلاً لا ينسى.
8. معالجة التعديات على المباني والشوارع
وأمام التحديات المتعلقة بالتعديات على المساحات العامة، قدم الطلبة حلولًا رصينة تنبع من احترامهم للقوانين وروحهم المسؤولة تجاه مدينتهم. ناقشوا حلولًا تحمي جمالية المكان وتنظمه، لتعيد للعامة مساحاتهم، وتجعل منها مكانًا يليق باحتضان الناس ويعكس نظامًا حضريًا جديدًا.
بين طموحات الطلاب وإبداعهم، ظهر المشروع كحلم يتجسد على أرض الواقع، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويؤكد حب صنعاء ورغبتها في المضي قدمًا. لقد كان هذا المشروع بمثابة قصيدة مهداة للمدينة وسكانها، تنطق بلغتهم وتداعب آمالهم، وتبقى شاهدة على روح طلاب الهندسة المعمارية في الجامعة التخصصية الحديثة، الذين يسعون لتحقيق حياة أكثر إشراقًا لوطنهم، في لوحة معمارية تسكن القلب قبل أن تسكن الأرض.