أخبار عاجلة
الرئيسية / تعليم جديد / التعلم الإلكتروني وتعليم اللغات

التعلم الإلكتروني وتعليم اللغات

Spread the love

يعد التّعليم الإلكتروني من الاستراتيجيات الجديدة للتعلم عن بعد، بدأ بالتعلم بالمراسلة، ثم جاء البث الإذاعي واستخدم الراديو في التعليم، ثم التلفزيون والفيديو، ثم انتشر الحاسوب الشخصي، وشبكات الانترنت لتصبح من أبرز وسائل التعلم عن بعد، وأكثرها فاعلية، فالتّعليم   الإلكتروني تحول من التقليدي إلى التّعلم المبني على استخدام الحاسوب، ومما لا شك فيه أن تكنولوجيا التّعليم   تعتبر اليوم أهم مداخل تطوير التّعليم   فهي تسعى لجعل المتعلم محور العملية التعليمية.

يقوم التعلم الإلكتروني على مبادئ نظرية برونو للتعلّم من حيث مراعاة خصائص المتعلمين، وتوافر قدر كبير من الحرية للاختيار وفق قدرات الطالب وإمكاناته، من خلال مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، وتقديم المعلومات بحيث تناسب قدراتهم، وكذلك إيجاد بيئة تعليميّة تساعد على إقبال المتعلم وزيادة دافعيته للتعلم وتحقيق الأهداف.

أ- توظيف التّعليم الإلكتروني في تعليم اللّغات

تقوم فلسفة التّعليم  الإلكتروني على أسس علميّة، تتمثّل في مبادئ تكنولوجيا التّعليم المتمركزة على تفريد التّعليم، والتعلّم الذّاتي المعني بتقديم تعليم بتوافق وخصائص كل متعلّم، مما يعني الفردية والتفاعليّة والحرية، والتعلّم القائم على سرعة المتعلم في التّعليم   والهادفة إلى الاتقان في الأداء، وتحقيق أكبر قدر من الأهداف لأكبر عدد من المتعلّمين.

يهدف التّعليم الإلكتروني بشكل خاص لتوفير مصادر معلومات متنوعة وبيئة تعلمية تفاعلية، بالإضافة إلى خلق علاقة مناسبة بين أولياء الأمور والمدرسة وبين المدرسة والمجتمع الخارجي، مع الاهتمام بالبيئة التفاعليّة بين المعلّم والمتعلّم، وتعزيز تبادل الآراء والحوار الهادف من خلال وسائل الاتصال المختلفة كالبريدالإلكتروني والصفوف الافتراضية، ومجموعات الزوم (Zoom)، أو مجموعات الواتساب (whatsapp) أو جوجل كلاس روم (google classroom) أو تيمز(teams) وغيرها.

كما يهدف لإكساب المعلّمين المهارات اللّازمة لاستخدام التّطبيقات الجديدة وتقنيّات الاتصال المتنوعة، وتطوير قدرات المعلم على استخدام الوسائل التكنولوجية المتطورة، وتوسيع مصادر معلومات الطالب، فالمعلم ليس المصدر الوحيد للمعلومات، إضافة إلى العمل على تطوير الشّبكات التّعليميّة الخاصة بعمليّة التعلّم، مع مراعاة الفروق الفرديّة بأنواعها.

ب- خصائص التّعليم الإلكتروني في تعليم اللّغات

هناك العديد من الخصائص التي ميزت التّعليم الإلكتروني عن غيره، ولعل أبرزها، “التكامل” فالتعلم الإلكتروني لا يقتصر على مجموعة المواد والوسائل التعليمية، وإنما هو وحدة تعليمية متكاملة، وكذلك “التركيز على موضوع محدد” علمياً، أو أدبياً، أو اجتماعياً، أو سياسياً، ثم “بناء البرنامج وفق استراتيجية التعلم المتقن” و”مراعاة الفروق الفردية”، و”المشاركة الفعالة للمتعلم” وهو ما يسعى التعلم الإلكتروني لتحقيقه، أضف لذلك “التغذية الراجعة” وهو الأمر الذي يعزز السلوك، ويعيد النظام لتوازنه الصّحيح، ومن خصائصه أيضاً “تغير دور المعلم” حيث يصبح المعلم مؤلفاً واستشارياً وعضواً في فريق تعاوني، ويعمل كمطور للمنهاج ومرشداً أكاديمياً ومصمماً، أو مخططاً للأهداف ومنظماً ومرتباً ومديراً لمصادر التعلم، إضافة للقيادة والتوجيه، ولا بد من “مرونة التداول”.

ج- التّعليم الإلكتروني في تدريس اللغات

يوفر التّعليم الإلكتروني الوقت والجهد، حيث يمكن المتعلمين، في حالة توفر البنية التحتية الضرورية، من الوصول للمصادر التعليمية، بأشكالها المختلفة، كما يوفر عليهم الموارد الماديّة، مقارنة بالتّعليم الوجاهي، ويخفف من القلق والضغوط النفسية المرتبطة بأوقات الدوام المحددة، ويزيد من الإحساس بالعدالة الاجتماعية، ويشجع المتعلمين على الحوار دون خجل.

كما يسمح هذا الأسلوب بالتغذية الراجعة الفورية من خلال التقييم الإلكتروني.

كما يتيح التعلم الإلكتروني الفرصة للمتعلمين للوصول إلى المواد التعليمية دون مغادرة بيوتهم، ويوفر للمتعلمين درجه عالية من المرونة، خاصة التعلم الإلكتروني غير المتزامن، في الرجوع لتلك المواد عدة مرات والتفاعل معها في الوقت والمكان والسرعة المناسبة لهم، ويمكنهم الاستفادة القصوى منها، كونها منظمة بطريقة سهلة. ويسمح التّعليم الإلكتروني بتحديث المحتوى التعليمي ووسائل التقييم بسهولة، كما يمكن المعلمين من الاستعانة بخبراء من كل العالم للمشاركة في التّعليم   وإثراء المحتوى التعليمي، خاصة في حالات التّعليم   الإلكتروني المتزامن، إضافة لمساهمته في الحفاظ على البيئة، لعدم استخدام الورق مما يخفف من ظاهرة التصحر، ويقلل انبعاث ثاني أكسيد الكربون ودرجة تلوث الهواء حفاظاً على البيئة.

ويساهم التعليم الإلكتروني في إنشاء بنية تحتية وقاعدة معلوماتية قائمة على أسس ثقافية، إضافة لتنمية الاتجاهات الإيجابية للمتعلّمين للوصول لمجتمع معلوماتي متطور، كذلك تحسين قدرتهم على نقد المعلومات والتساؤل حول مصداقيتها لتعزيز مهاراتهم البحثية وإعداد شخصياتهم، بالإضافة لتوفير بيئة تفاعليّة، وتوسيع دائرة تفاعل المتعلم لتشمل المعلم، ومصادر المعرفة والزملاء، لتعزيز مهارات التحاور والتعاون والمنافسة.

كما يهدف التعليم الإلكتروني إلى التغلب على نقص الأطر( الكوادر) الأكاديمية في بعض التخصصات ،عن طريق الصفوف الافتراضية، إضافة لتغيير دور المعلم من دور الملقن إلى دور المرشد والموجه، كما يعمل على تقديم المحتويات التعليمية بأشكال جديدة تبعاً للمستجدات التكنولوجية، وكذلك تشجيع المجتمع بأسره على التفاعل مع نظام التّعليم ومتابعة تعلم الطلبة من خلال إطلاع أولياء الأمور على التقارير التي تقدمها المؤسسة التّعليميّة.

د- نماذج التّعليم  الإلكتروني في تعليم اللّغات

1- الأنموذج المساعد

هو التعليم المكمل للتعليم الوجاهي، حيث تخدم الشبكة بما يحتاج إليه من برامج مساعدة، من خلال توظيف أدوات التّعليم   الإلكتروني  جزئيا في دعم التّعليم   الصفي الوجاهي، لتسهيل عملية التعلم، وتحقيق النمو الشامل المتكامل للمتعلم، حيث يقوم المعلم قبل تدريس موضوع معين بتوجيه الطالب للاطلاع على عناصره في شبكة الإنترنت أو على قرص مدمج، أو بتكليف الطالب بالبحث عن معلومات معينة في شبكة الأنترنت. وبعد الانتهاء من الدرس يقوم المعلم بتوجيه الطالب للدخول على الإنترنت وحل الأسئلة المطروحة في الموقع المحدد والمتعلق بموضوع الدرس.

2- الأنموذج الممزوج

هو عبارة عن أنموذج مخلوط، من التّعليم   الإلكتروني و التّعليم الصفي المعتاد، بحيث يتم استخدام بعض أدوات التّعليم   الإلكتروني داخل قاعات الصف، ويتحمس المتخصصون لهذا الأنموذج، لأنه يجمع بين ميزات التّعليم   الإلكتروني، وميزات التّعليم   الصفي المعتاد، حيث يتم تعليم درس معين، باستخدام التّعليم   المعتاد، ودرس آخر، باستخدام التّعليم   الإلكتروني، أو تعليم درس محدد، تبادلياً بين التّعليم   المعتاد، والتّعليم   الإلكتروني، كأن يبدأ المعلم بشرح الدرس باستخدام التّعليم   الصفي المعتاد، ثم يستخدم التّعليم   الإلكتروني.

3- الأنموذج الخالص

ويطلق عليه الأنموذج المنفرد ، حيث يعتمد على شبكة الانترنت كلياً في إنجاز عملية التّعليم   والتعلم، حيث يدرس الطّالب المقرر بمفرده الكترونياً، أو أن يتعلم الطّالب تعاونياً من خلال مشاركة مجموعة في تعلم درس أو إنجاز مشروع مستعيناً بأدوات التّعليم   الإلكتروني التشاركية.

تعليم جديد