أخبار عاجلة
الرئيسية / تعليم جديد / مراحل الكتابة الأكاديمية

مراحل الكتابة الأكاديمية

Spread the love

تقتضي الكتابة الأكاديمية إجراءات ومراحل متداخلة تبدأ قبل الكتابة نفسها وتنتهي بانتهائها بما تتماشى مع طبيعتها وخصائصها التي تنفرد بها؛ وتتمثل هذه المراحل كما أشار إليها كل من (الأحمد، 2019؛ صالح، 2018؛ علي، 2017؛ نجم الدين وعثمان، 2013) فيما يلي:

أولاً: مرحلة ما قبل الكتابة (التخطيط)

تعد هذه المرحلة بمثابة مرحلة إعداد واستعداد للقيام بعملية الكتابة نفسها، يقوم فيها الكاتب بالتخطيط ووضع التصورات لما سيكون عليه المنتج النهائي، فيوجه فيها الكاتب إلى نفسه عدة أسئلة وهي: فيم أكتب؟ ولماذا أكتب؟ ولمن أكتب؟ وماذا أكتب؟ وكيف أكتب؟ مما يتطلب منه القيام بعدة نشاطات تتمثل في: تدوين الملاحظات، العصف الذهني لكتابة أكبر عدد من الأفكار، الحوار والمناقشة التي يجريها الكاتب مع ذاته، إجراء المقابلات، فيخرج الكاتب من هذه المرحلة بخلفية معرفية واسعة عن الموضوع الذي سيكتبه، فضلاً عن نمو العديد من مهارات التفكير العليا لديه تتمثل في الفرز والتبويب والتصنيف للأفكار الرئيسة والفرعية التي سيتناولها. وهذه المرحلة تتطلب من الباحث الوعي بطبيعة المشكلة البحثية، وتحديدها بدقة، فهي مرحلة مهمة يترتب عليها نجاح أو فشل مراحل الكتابة اللاحقة، وبعد الانتهاء منها تبدأ المرحلة الآتية وهي مرحلة الكتابة الفعلية (الإنتاج).

ثانيًا: مرحلة الكتابة (الإنتاج)

بعدما يصبح العمل الكتابي جاهزًا في ذهن الكاتب تأتي مرحلة إنتاج الكتابة، وهي المرحلة التي يقوم فيها الكاتب بتنفيذ الخطة المرسومة سابقًا، وذلك عن طريق تحويل أفكاره ومعارفه إلى واقع ملموس يشاهده القارئ ويتفاعل معه، فيبدأ بكتابة محتوى النص الأكاديمي مستعملاً الصيغ اللغوية المناسبة، وتنظيمه في فقرات مترابطة مع الاستشهاد بالحجج والأدلة. ومن المهم في هذه المرحلة أن يعرف الكاتب أنه لا مكان للكتابة الكاملة من أول مرة، ففي كل مرة يكتب فيها ويعود للكتابة يجد مواضع تحتاج إلى التعديل. وتتطلب هذه المرحلة من الكاتب العناية التامة بالمرحلة الأولى (مرحلة التخطيط)؛ وذلك لأن جودة التخطيط تعني جودة التنفيذ.

ثالثًا: مرحلة المراجعة والتنقيح

يقوم الكاتب في هذه المرحلة بمراجعة النتاج الكتابي للعمل بغرض التعديل والحذف والإضافة وإعادة التنظيم لإخراج النص المكتوب ووضعه بأفضل صورة ممكنة لغويًا وتنظيميًا، وتشتمل عملية المراجعة على مجموعة من الإجراءات تتمثل في الآتي:

  • إجراءات المراجعة اللغوية

وتتضمن قيام الكاتب بمراعاة قواعد الإملاء، وقواعد النحو والصرف خاصة في الأفعال الخمسة، والأسماء الستة، والمثنى، وجمع المذكر السالم، لأنها تعرب إعرابًا خاصًا، وأيضًا تتصل بإجراءات المراجعة العمليات المرتبطة ببناء الجمل وتأليفها مما يتعلق بالبلاغة كحذف ألفاظ الحشو والإيجاز، وكذلك حذف الصياغات الضعيفة وتقويمها، ومراعاة استخدام علامات الترقيم بشكلٍ صحيح.

  • إجراءات مراجعة الأفكار في العمل الكتابي

وتتضمن قيام الكاتب بمراجعة الترتيب والتسلسل في تناول أفكاره، ومراعاة وضوحها، والدقة في اختيار الكلمات والجمل في التعبير عنها، ودعمها بالأدلة والشواهد.

  • إجراءات مراجعة التنظيم والشكل

ويتم ذلك من خلال قيام الكاتب بمراعاة الهوامش والمسافات البادئة والتباعد بين الأسطر، وإبراز العناوين الرئيسية والفرعية. وهذه المرحلة لا تقل أهمية عن المراحل السابقة، فإن كانت جودة التخطيط تعني جودة التنفيذ، فإن مرحلة المراجعة والتنقيح للنص الأكاديمي دالة على وضوحه وجدارته.

من خلال ما سبق يتضح أن مراحل عملية الكتابة الأكاديمية متفاعلة ومتلازمة فيما بينها، فالكاتب يستطيع أن ينتقل بين مراحلها حسب ما تقتضيه حاجته، كما أنها تتم من خلال القيام بعدة عمليات دقيقة تتطلب امتلاك عدة مهارات متنوعة.

تعليم جديد