أخبار عاجلة
الرئيسية / الاخبار الرئيسية / قصص نجاح قهرت الأمية: العليي من فصول محو الأمية إلى بروفيسور جامعيّ

قصص نجاح قهرت الأمية: العليي من فصول محو الأمية إلى بروفيسور جامعيّ

Spread the love

شبكة أخبار التعليم/ متابعات فاطمة محمد

قصة سائق السيارة يحيى العليي، واحدة من قصص الكفاح الجديرة بالعبرة للشباب والرجال وكذلك الفتيات المرابطات بقيود الامية والقابعات في المطابخ والمحرومات من نور العلم ولذة المستقبل
يروي العليي قصة كفاحه مع التعليم بعد فوات الآوان حتى الوصول إلى درجة الاستاذية كدكتور جامعي في جامعة حجة .

يحيى العليي، من طالبٍ في فصول محو الأمية، بمحافظة حجة، إلى مُحاضِرٍ جامعيٍّ بدرجة (أستاذ دكتور) يشغلُ موقِع عميد مركز ضمان الجودة والتطوير الأكاديمي بجامعة حجة.

يُشيرُ الأستاذ دكتور يحيى العليي، في حديثٍ صحفي له، إلى أنه رغم انطلاقته المتأخرة في مسيرته العلمية، إلا أنها جاءت من الحكمة القائلة: (مَن ذاقَ ظُلمة الجهل؛ أدركَ أنّ العلْم نور)، والتي كانت دافعًا قويًّا له لإكمال مسيرته العِلْمية إلى أعلى المستويات.

لم تُمكِّنه ظروفه الاقتصادية والاجتماعية من الالتحاق بالتعليم النظامي المدرسي كما هو حال أقرانه، بل ودفعته للعمل في سنٍّ مبكِّرة كسائقٍ لسيارة نقلٍ متوسط، أضف إلى ذلك زواجه في سنٍّ مبكرة، حيث تزوَّجَ وعمره لم يتجاوز الثالثة عشرة؛ ما زاد من مسؤولياته تجاه أسرته، وانشغاله بكسب لقمة العيش عن التعليم.

لكن هِمّته العالية للتعلم جعلته يلتحقُ بفصول محو الأمية بمحافظة حجة عند سنِّ العشرين، والتي أنهاها والتحق بالتعليم المدرسي، ودفعته عزيمته من نجاحٍ إلى آخر، حيث التحق بما كان يُعرفُ بمعهد المعلِّمين، وهناك حقَّقَ التميّز؛ فتخرَّج من ضمن أوائل الجمهورية في الشهادة العامة.

التحقَ (يحيى) بكلية التربية، تخصُّص رياضيات، في جامعة صنعاء، ونتيجةً لتميُّزه عُيِّنَ مُعيدًا في الجامعة، ولم يكتفِ بذلك، بل سعى لتحضير الدراسات العليا في تربويات الرياضيات، وتمَّ ابتعاثه لجامعة الجزيرة بجمهورية السودان، وهناك نالَ درجة الماجستير، ثم درجة الدكتوراه في جامعة بغداد – جمهورية العراق.

ورغْم النجاح الذي حققه الدكتور يحيي العليي، إلا أنَّ ذلك لم يكبح جماح رغبته في العلم والتعلم، حيث عمل على إنجاز العديد من البحوث العلمية التي تأهَّلَ من خلالها إلى أستاذٍ مشاركٍ، ثم أستاذ دكتور بجامعة حجة.

يقولُ الدكتور يحيى العليي: «بفضل الله عزَّ وجلّ، وبالجهود المُضنِية التي انطلقت من خلال التعليم غير النظامي في فصول محو الأمية، تحولتْ حياتي من (سائق سيارة نقلٍ متوسط) إلى مُحاضرٍ جامعيٍّ بدرجة (Professor)، أو أستاذ دكتور، وأُعَدُّ أنا الوحيد في جامعة حجة بهذه الدرجة».

داعيًا كلّ مَن لم يستطِع الالتحاق بالتعليم النظامي لأيِّ ظرفٍ كان، وفي أيّ سِنٍّ، للالتحاق بفصول محو الأمية.

«أدعو كلّ مَن فاتهم التعليم النظامي لأيِّ ظرفٍ كان، وفي أيِّ عمرٍ زمنيٍّ، وأقول لهم هناك طوق نجاة، وأملٌ لتحقيق الأحلام والتطلعات، وتمهيدٌ للخروج من الفقر، وبثّ روح الحياة في المستقبل، إنه الالتحاق ببرامج محو الأمية».

وتابَعَ لموقع اليمني : «التعليم مكفولٌ للجميع، وحقٌّ من حقوق الإنسان، وأداة لتعزيز القدرات الشخصية، وتحقيق التنمية البشرية والاجتماعية، ومن خلال سيرتي فقد زودَتني مهارات محو الأمية بخبراتٍ أسهمت في بلوغي أعلى المستويات العلْمية».

«هناك الكثير من خريجي برامج محو الأمية في معظم دول العالم قد شاركوا في العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والعلمية، ومنظمات المجتمع المدني وغيرها»، يقول، «إنّ التعليم غير النظامي له تأثير إيجابيٌّ كبيرٌ على دخْل الفرد، وفُرص العمل، والصحة البدنية والنفسية، والمشاركة الاجتماعية».