أخبار عاجلة
الرئيسية / تعليم جديد / التعلم الممتع : نهج شامل وتوجه تعليمي جديد

التعلم الممتع : نهج شامل وتوجه تعليمي جديد

Spread the love

تؤكد التوجهات التربوية المعاصرة على ضرورة التوجه نحو التعلم الممتع لما له من أهمية في خلق بيئة تعليمية ملائمة للطلبة، حيث أن معظم الطلبة الذين يذهبون إلى المدرسة في المرحلة الابتدائية ينظرون إلى التعلم في المدرسة على أنه تجربة مملة وغير سارة، لذا يجب التنويع في أساليب التدريس المستخدمة في البيئة الصفية وإشراك المتعلمين في عملية التعلم في جو يسوده المرح والمتعة لزيادة حماس ودافعية الطلبة نحو التعلم. ويذكر الفيلسوف الألماني “فرايدرش نيتشة  “Friedrich Nietzsc” أن الطلاب يتعلمون بصورة أفضل عندما تكون عملية التعلم ممتعة، لأننا مفطورون على حب المرح، الذي أحد مصادره اللعب لأن في داخلنا طفل يتوق للعب. ويقدم التعلم الممتع مجموعة من خبرات التعلم المميزة التي لها انعكاسات على خبرات الطلبة المعرفية والمهارية والوجدانية، والحصول على مخرجات تعلم مفيدة في الحياة الواقعية.

وبين الدهشان أن مشاركة الطالب في بناء خبراته شرط أساسي لحدوث التعلم على نحو أفضل فالتعلم الممتع يشير للتوجه نحو مشاركة الطلاب في خبرات تعلمهم لأنهم يتمتعون ويقيمون عملية تعلمهم في حد ذاتها أكثر من أي أسباب أخرى، مثل الحصول على مخرجات تعليمية محددة، فالمشاركة في خبرة التعلم تعد قيمة ومتعة في حد ذاتها بغض النظر عن المخرجات التعليمية التي يمكن أو لا يمكن أن تتحقق.

كما بين فينسل Fencel أن التعلم الممتع كتوجه تعليمي لا يمكن اختصار وصفه بأنه مجموعة من الأنشطة أو الألعاب التعليمية التي يتم تنفيذها في بعض المواقف التعليمية، بل إنه أشمل من ذلك فهو يحول الموقف التعليمي بكل عناصره ومضمونه التعليمي بصورة منضبطة ومتناسقة إلى خبرات تعليمية مرنة وممتعة يشارك الطالب في تحديد مكوناتها.

ما هي مواد التعلم الممتع وأدواته؟

ذكر أبو غالي الكثير من المواد والوسائل التي يمكن للمعلم أن يستخدمها وتساعده على تطبيق أساليب التعلم الممتع وقد أورد منها ما يلي:

التلعيب: اتجاه تعليمي ومنحى تطبيقي جديد، يهتم بتحفيز الطلب على التعلم باستخدام عناصر الألعاب في بيئات التعلم، وذلك بهدف تحقيق أقصى قدر من المتعة والمشاركة، من خلال جذب اهتمام المتعلمين لمواصلة التعلم، ففي السياق التعليمي يمكن للتلعيب أن يؤثر على سلوك الطالب من خلال تحفيزه على حضور الفصل برغبة وشوق أكبر، مع التركيز على المهام التعليمية المفيدة وأخذ المبادرة.

السبورة الذكية: هي وسيلة تكنولوجية حديثة تعرض النص والصورة، وتتيح إضافة الصوت والحركات إلى العرض بشكل مثير لاهتمام الطلبة. ويحتاج المعلم للتحكم بها إلى قلم أو  يستخدم اليد بيسر، وتمكن المعلم من تنفيذ الدرس وعرضه في وقت لاحق بطريقة جذابة ومشوقة للطلبة.

الألعاب التعليمية: وهي الألعاب الهادفة التي تصمم لتعليم مادة معينة أو تقديم مفاهيم محددة أو تطويرها أو تطوير فكرة أو معلومة ما، أو لإكساب الطلبة مهارات معينة عن طريق اللعب.

البطاقات والصور التعليمية: أداة تستخدم لتعزيز الطلاب، ويصمم المعلم بطاقات أو صوراً مكتوبة عليها جمل أو عبارات تساعد الطلبة على الفهم.

المحسوسات اليدوية التعليمية: لحاسة اللمس أهمية كبيرة لذلك يمكن استغلالها، فهي توظف حاسة البصر والسمع أيضا، فالطالب في المرحلة الأساسية يراقب ويتابع ما يراه ويلمسه ويرتبط لديه بالدماغ مباشرة، وهنا يبرز دور المحسوسات في عملية التعليم والتعلم.

دمى لتمثيل الأدوار والقصص: يستخدم المعلم في الصفوف الأولى المسرحية وسرد القصص والروايات، بما يناسب المستوى العمري ونضج الطالب العقلي والمعرفي. ويساعد مسرح الدمى الطالب على فهم وتثبيت المعلومة، فهو يجسدها بطريقة تخاطب حواس عديدة في وقت واحد.

ما أهمية التعلم الممتع؟

  • يساعد على تخليص الطلاب من المشاعر السلبية مثل الأنانية وحب الذات.
  • يساعد على التربية الجسدية والتنمية الذهنية للطلاب.
  • أداة عمل تربوية تساعد الطلاب على التفاعل مع البيئة من أجل تنمية الشخصية والسلوك.
  • وسيلة تعليمية تعتمد على عنصر الحركة تعمل على تثبيت معلومات الطلاب.
  • طريقة علاجية تعمل على حل بعض المشاكل لدى الطلاب مثل العزلة والعدوان.
  • أداة للتعبير عن الانفعالات المختلفة للطلاب.
  • يراعي الفروق الفردية ويعمل على اكتشاف قدراتهم وميولهم.

ما هي أدوار المعلم في التعلم الممتع؟

  • رفع الوعي عند الطلبة بأهمية التعلم الممتع، وربطه بالحياة، مع التركيز على المهارات الأساسية والدافعية عند الطلبة، حتى يفهم ويستوعب المادة التي يتعلمها.
  • التخطيط الجيد لكل درس، وإعداد المواد والوسائل قبل وقت الحصة، وتوزيع المهام على الطلبة قيل بداية الأنشطة.
  • التحلي بالصبر، لأن استخدام التعليم الممتع يحتاج بعض الوقت للاستماع للطلبة، وتقديم التشجيع لهم، وتلميحات للمساعدة تكون هادفة لهم، وعدم إعطاء التوجيهات بسرعة حتى معرفة وجهة نظر الطلبة ومساعدتهم.
  • يعمل على تعزيز الدافعية الداخلية عند الطلاب، فلا بد من استخدام طرق لانسجام الأنشطة مع اهتمامات الطلبة وأولياتهم، والعمل على تعزيز الثقة بالنفس، وذلك من خلال إعطاء الحرية للطلبة عند اختيار الأنشطة.
  • تقبل النقد، واستخدام الفكاهة والطرف، فالطريقة التي يتعامل بها المعلم مع الطلاب يمكن أن تزيد من دافعيتهم، إذا كانت غير سلطوية، كما أن الاستماع ومناقشة الطلاب، واستقبال التغذية الراجعة من المتعلمين، سيعكس جوا اجتماعيا طبيعيا.

تعليم جديد