أخبار عاجلة
الرئيسية / تعليم جديد / تطوير مهارات الفهم القرائي لدى الطلاب

تطوير مهارات الفهم القرائي لدى الطلاب

Spread the love

مجتمعات التعلم المهنية ودورها في تنمية مهارات الفهم القرائي لدى الطلاب

تعد مجتمعات التعلم المهنية مدخلاً جديدًا يتناسب مع المستحدثات والتطورات في تعليم المملكة، وهو من استراتيجيات التنمية المهنية التي تحقق الأهداف المتوقعة من العملية التعلمية وتطوير المعلم (السناني، 2020). حيث عرف دوفور وآخرون (2010) مجتمعات التعلم المهنية بأنها “عملية مستمرة يعمل فيها المعلمون بشكل تآزري في دورات متكررة من التقصي الجماعي والبحث الإجرائي، من أجل تحقيق نتائج أفضل للطلاب الذين يخدمونهم”(ص.13).

ومن هذا المنطلق سنتناول في هذا المقال معايير وأسس بناء مجتمعات التعلم المهنية لتطوير مهارات الفهم القرائي لدى الطلاب. في ثلاث محاور وهي: الأول تحديد الرؤية والقيم المشتركة لتحسين مستوى الفهم القرائي لدى الطلاب، وثانيًا بناء ثقافة التعاون بين المعلمين، وثالثًا التركيز على نتائج الطلاب.

أوردت الأدبيات تعريف الفهم القرائي بصيغ مختلفة، إلا أنه لا يوجد اختلافات جوهرية في تعريفه فهو: عمليات عقلية تشمل مهارات التفكير، وتتفاعل بين الخبرات السابقة والمعلومات الجديدة بالنص (حسن، 2016)؛ ولكي يدرك التميز بين المعاني المختلفة، يتطلب الفهم، الربط، الاستنتاج، التقييم، حل المشكلات والنقد لما يقرأ (سليمة،2013). وذلك يستوجب أن يمتلك المعلم كفايات أساسية تعينه على إكساب الطلاب هذه المهارات (نصر،2016). للفهم القرائي أهمية كبيرة فهو الأساس الذي يبدأ منه الطلاب التعلم واستيعاب المواد الدراسية، وإن الضعف في الفهم القرائي هو من أهم أسباب ضعف التحصيل الدراسي (العتيبي، 2018).

تحديد الرؤية والقيم المشتركة لتحسين مستوى الفهم القرائي لدى الطلاب

وجهت وزارة التعليم إدارتها في جميع مناطق المملكة، بالالتزام بالخطط الوزارية الدراسية الموضوعة، وتنفيذ التعليمات الوزارية بشأن الفهم القرائي، والتي تنص على: إعداد إدارات التعليم للحقائب التدريبة لمعلمات اللغة العربية في المرحلتين، الابتدائية << الصفوف العليا>> والمتوسطة، التي تساعد في تحقيق رؤية الوزارة للفهم القرائي، كما وجهت ذلك لجميع معلمي التخصصات في المرحلتين بضرورة التدريب على الحقائب وفق خطة الفهم القرائي الموجهة لقسم اللغة العربية. ولضمان تطبيقها بالشكل الصحيح، يتولى قائد المدرسة الإشراف على استكمال تنفيذ الخطة والرفع بها لمكتب التعليم ( وزارة التعليم 1442). ومن ثم سيكون دور مجتمعات التعلم المهنية هو تصميم بيئات تعلم بنائية تدعم تنمية مهارات الفهم القرائي لدى الطلاب (هيئة تقويم التعليم والتدريب،2017)، ووضوح رؤية المدرسة في ذلك سيساعد المعلمين فيها على الالتزام بها، لتكون رؤية مشتركة يتآزر الجميع في تحقيقها (دوفور وآخرون، 2010). وكما بينت دراسة أحمد (2018) أن الرؤية المشتركة تهدف إلى إكساب الطلاب معرفة متعمقة من خلال التركيز على التعلم وبناء المعنى، كما تضمن مساعدة الأعضاء على اتخاذ القرارات الصحيحة لتبني التغيرات.

بناء ثقافة التعاون بين جميع المعلمين

حرصت وزارة التعليم على رفع مستوى التحصيل الدراسي للطلاب وتعزيز مهارات القراءة والكتابة، وذلك بإشراك المعلمين من جميع التخصصات ومتابعة ذلك من قائد المدرسة والمشرفين التربويين، ورفع تقرير أسبوعي لمكاتب وإدارة التعليم، وتقرير آخر شهري لوكالة الوزارة للتعليم العام، وذلك لمتابعة تطور النتائج وتقويم آلية التنفيذ (وزارة التعليم، 1442). وإستناداً إلى ذلك، فإن حرص المعلمين على الخوض في الإصلاحات والمساهمات على التطوير بكل فاعلية بشكل يحقق أهداف المناهج المطورة للوصول للمستوى الذي يحقق قدرتهم للارتقاء بأدائهم التعليمي لتحقيق أهداف الرؤية (النصيرات،2012). وكما وضحت دراسة توفيق (2017) أن مجتمعات التعلم هي بدائل تساعد في التنمية المهنية داخل المدرسة باستخدام الاستقصاء الجماعي الذي يساعد على متابعة الأداء التدريسي للمعلمين، ومتابعة مستوى الطلاب، واكتشاف الفجوات لتحسينها من خلال تطبيق الخبرة الجماعية للفريق لاختيار الإستراتيجية المناسبة لعلاجها. ولتحقيق المخرجات التعلمية وإتقان الطلاب لمهارات الفهم القرائي، يستلزم من المعلمين الاستعانة باستراتيجيات تعينهم على التفعيل الجيد لأنشطة الاستيعاب والفهم القرائي الصفية واللاصفية (باجابر، 2020).

ومن هذه الاستراتيجيات: التصور الذهني، والتي عرفتها الغامدي (2019، ص255) في دراستها “بأنها إجراءات بناء مجموعة من الصور والمخططات العقلية المعينة على استخلاص المعنى من النص المقروء”، وأظهرت هذه الدراسة أن الطالبات اللاتي درسن بطريقة التصور الذهني في القراءة تفوقن بالفهم القرائي والاستنتاجي والناقد على الطالبات اللاتي درسن بالطريقة المعتادة. وكذلك استراتيجية ما وراء الاستيعاب داخل غرفة الصف، والتي تعني قدرة الفرد على مراقبة مستوى فهمه أو استيعابه للنص المقروء واختيار استراتيجيات تعليمية مناسبة عند الفشل (العبد العزيز والنعناعة، 2021).

وكذلك أوصت دراسة العبد العزيز والنعناعة (2021) بضرورة تدريب معلمي اللغة العربية على كيفية تنفيذ استراتيجية ما وراء الاستيعاب داخل غرفة الصف، واستراتيجية ما وراء الاستيعاب تعني قدرة الفرد على مراقبة مستوى فهمه أو استيعابه للنص المقروء واختيار استراتيجيات تعليمية مناسبة عند الفشل. كما جاءت نتائج دراسة الصيداوي (2015) بأن استخدام الطلاب لاستراتيجية تنال القمر، تنمي لدي التلاميذ مهارات (الاستنتاج، النقد، الفهم التذوقي، الفهم الإبداعي)؛ لتكونها من عدة عمليات وهي (تنبأ، نظم، ابحث، لخص، قيم).

التركيز على نتائج الطلاب

على مجتمعات التعلم المهنية أن تدرك أهمية التركيز على النتائج الملموسة وتعرضها للتقويم المستمر حتى تكون مبنية على أساس صحيح لتحقق التحسين الهادف، وذلك من خلال متابعة التقويمات التكوينية (دوفور وآخرون، 2010). وقد وضعت وزارة التعليم خطة محكمة محاكية للاختبارات الدولية، تقدم أدق النتائج (إدارة قياس التحصيل المعرفي، 1433). حيث يمكن أن تساهم هذه النتائج في تعريف أعضاء الفريق بمدى التحسن في نتائج الطلاب بعد تنفيذ الاستراتيجيات المقترحة من الفريق، مع تقديم الدلائل التي تثبت نجاحها أو عدمه في الممارسات الفردية، والأكثر أهمية هو استخدام هذه النتائج لمعرفة مستويات الطلاب، وتقديم الدعم والإثراء لهم (دوفور وآخرون، 2010). ويتم ذلك من خلال هذه النتائج ومتابعة سير الأداء، وتحديد الفجوة لرسم الخطط التحسينية لأداء المعلمين والطلاب (إدارة قياس التحصيل المعرفي، 1433).

تتضح مما سبق أهمية معايير وأسس بناء مجتمعات التعلم المهنية في تطوير وتنمية مهارات الفهم القرائي لدى الطلاب، و ذلك من خلال تحديد الرؤية والقيم المشتركة للمجتمع والتي تجعلهم يتآزرون لتحقيقها بالتعاون بين معلمين، والاستعانة بطرق تدريس واستراتيجيات متنوعة مثل: التصور الذهني، ما وراء الاستيعاب… لتساعد في تحسين ممارساتهم لتنمية مهارات الفهم القرائي لدى الطلاب، وتركيز المعلمين على نتائج الطلاب، وتقديم الأدلة على تعلم الطلاب، باستخدام طرق قياس الأثر بالتقويمات التكوينية، وبتحليل نتائج الاختبارات الدولية المحاكية التي اعتمدتها الوزارة؛ لمتابعة سير الآداء وتقديم الدعم المناسب لهم.

تعليم جديد