أخبار عاجلة
الرئيسية / تعليم جديد / طريقة القراءة The Reading Method

طريقة القراءة The Reading Method

Spread the love

1- النشأة:

لقد أثبتت الدراسة التي أجراها كولمان 1929 عجزا واضحا في مهارات القراءة والكتابة لدى المتعلمين الذين أمضوا أكثر من سنتين في التعلم بالطريقة المباشرة، وذلك بسبب الاهتمام الزائد بمهارتي الفهم والكلام، وقلة الاهتمام بمهارتي القراءة والكتابة([i])، وقد كان لهذا الأمر أثره في الاتجاه إلى تعليم القراءة فقط للغة الأجنبية في هذه الفترة، والبحث عن إحدى الطرق لتعليم القراءة حتى يتمكن الطالب في هذه الفترة (مدة عامين) من السيطرة على مهارات القراءة المختلفة مثل: التعرف والفهم بجميع أنواعه والسرعة في القراءة وغيرها.([ii]

2- مدخل الطريقة:

تبين مما سبق أن طريقة القراءة تهتم بالجانب المكتوب من اللغة وتهمل الجانب الشفهي المنطوق، وهذه نظرة غريبة جدا خاصة أن هذه الطريقة نشأت وتطورت في أزهی مراحل نمو الدراسات اللغوية البنيوية التي تؤكد على الجوانب الشفهية في اللغة.

وفيما يتعلق بتعليم اللغة، فإن طريقة القراءة تنطلق من فلسفة نفسية تعليمية مفادها أن إتقان المتعلم مهارة القراءة وقدرته على فهم المعنى من النصوص المكتوبة وسيلة لإتقان المهارات الأخرى، فهذه الطريقة إذًا تؤمن بانتقال أثر التدريب من مهارة إلى أخرى.([iii])

3- نموذج تدريسي:

يدخل المعلم إلى حجرة الدرس حاملا معه الكتاب المقرر والكتب المرافقة ويطلب من طلابه فتح الكتاب بعد أن يبين لهم موضع الدرس ورقم الصفحة ويقوم بعد ذلك بكتابة الكلمات الجديدة على السبورة إن لم تكن مكتوبة في الكتاب بخط مميز، وقد ينطقها أمام الطلاب نطقا سليما مرة أو مرتين، ثم يقرأ النص بنفسه بصوت واضح، أو يطلب من أحد الطلاب النابهين قراءته قراءة جهرية، ثم يطلب من جميع الطلاب قراءة النص قراءة صامتة من أجل الفهم.

ينتقل المعلم بعد ذلك إلى الكتاب المصاحب لكتاب القراءة  الأساس، الذي عادة ما يحضره الطلاب معهم يوميا؛ لأنه يحتوي على أسئلة استيعاب لنصوص الكتاب الأساس، ثم يطلب منهم الإجابة عن أسئلة استيعاب للنص المقروء، وكتابة الإجابات في كراسة مستقلة تسمی كراسة التدريبات، وعادة ما يقرأ المعلم كل سؤال وإجابته بصوت واضح، أو يطلب من بعض الطلاب قراءته قراءة جيدة.

يحرص المعلم في أثناء قيامه بهذه الأنشطة على ألا يتعدى فقرة إلا وقد استوعبها الطلاب، ومن لم يستطع منهم فعليه الاستعانة بكتاب آخر (لمايكل ويست)، خُصِّص للإجابة عن جميع الأسئلة وترجمة معاني الكلمات الواردة في الكتاب الأساس والكتاب المرافق له إلى اللغة الأم.

يخصص المعلم وقتا قصيرا من الدرس لتدريب الطلاب علی المحادثة، كما يخصص وقتا آخر لتدريب الطلاب على التعبير الشفهي والتحريري باستعمال الكلمات والعبارات الواردة في النص المقروء، وغالبا ما تكون هذه الأنشطة مرتجلة، غير عملية.

وفي نهاية الحصة يطلب المعلم من طلابه أن يقرؤوا الكتب المصاحبة في منازلهم. وهذه الكتب صغيرة الحجم سهلة القراءة والفهم لأن جميع  كلماتها وعباراتها وتراكيبها قد استوعبها الطلاب في الكتاب الأساس ونوقشت في الفصل. وقد أعدت هذه الكتب لتعويد الطلاب على القراءة الذاتية الحرة مع الفهم السليم دون حاجة إلى الترجمة أو الاستعانة بالمعاجم.

كما لاحظنا من الخطوات السابقة أن اللغة الهدف تُقدم من خلال القراءة وتدريب المتعلمين على أساليب قرائية معينة يعتقد أنها تعينهم على فهم النصوص المكتوبة؛ إيمانا من أصحاب هذه الطريقة بأن التمكن من فهم المقروء أداة تبقى بيد المتعلم، يستفيد منها في تنمية لغته في المهارات الأخری. وانطلاقا من مبدأ انتقال أثر التدريب من مهارة إلى مهارات أخرى وتحقيقا لهذا الهدف، قام مایکل ویست وغيره من أصحاب هذه الطريقة بتأليف كتب في تعليم اللغة الإنجليزية في أنحاء متفرقة من العالم، وقد اختيرت مواد هذه الكتب ورتبت وفق معايير وقوانين نفسية تربوية، كالشيوع والتدرج في الصعوبة والتعقيد…إلخ،  والمنهج الذي تطبق فيه هذه الطريقة يتكون من كتاب أساس لكل مرحلة، وكتب أخرى مصاحبة، ككتب التدريبات، وكتب القراءة الحرة.([iv])

4- ملامح طريقة القراءة :

الهدف من طريقة القراءة :

  • القدرة على فهم المقروء فهما دقيقا.
  • الاهتمام بالقراءة الصامتة والاستفادة منها بوصفها منطلقا لتنمية المهارات الأخرى.
  • قلة الاهتمام بالجانب الشفهي مع قلة التدريب على الكتابة.
  • التقليل من شرح القواعد.([v])

5- مميزات طريقة القراءة :

  • يكتسب الطلاب مفردات جديدة من خلال القراءة الواسعة والمكثفة التي كانت تتم خارج الصف، والتي طبعت من أجلها بعض الكتب الخاصة.
  • يتمكن الطلاب من القراءة في اللغة الأجنبية، ويتعرفوا على مواطن الاتفاق والاختلاف بين ثقافته وثقافة الآخرين الذين يتعلمون لغتهم.([vi])
  • غرس حب القراءة لدى المتعلمين، مما يقود إلى استقبال كمية من الدخل اللغوي الذي يؤدي إلى اكتساب اللغة الهدف بطريقة طبيعية وسليمة.
  • نبهت هذه الطريقة إلى ضرورة ضبط المواد اللغوية وترتيبها وتقديمها، ووضع كتب مصاحبة للكتاب الأساس، مع إمكانية تعليم اللغة لأغراض خاصة.
  • عدم المبالغة في شرح القواعد.([vii])

6- عيوب طريقة القراءة :

  • كانت القراءة عبئا على الطلاب الذين لديهم صعوبات خاصة في القراءة في لغتهم القومية.([viii])
  • ألقت الطريقة بثقلها على جانب واحد من جوانب اللغة وهو القراءة، وأهملت الجوانب الشفوية.
  • أهملت مهارة الكتابة التي تحتاج إلى تدريبات خاصة تحت إشراف المعلم.
  • لم تراع الفروق الفردية، فتقديم اللغة من خلال القراءة فقط لا يناسب جميع الطلاب.
  • التدرج في تقديم المادة اللغوية ربما يحول المواقف التعليمية إلى مواقف مصنوعة.                                     تعليم جديد