أخبار عاجلة
الرئيسية / الاخبار الرئيسية / مدارس عدن بلا مختبرات علمية.. ما الحكاية؟

مدارس عدن بلا مختبرات علمية.. ما الحكاية؟

Spread the love

تعد المختبرات العلمية في المدارس الأساسية والثانوية ركيزة أساسية لإعداد أجيال لها القدرة على الإبداع والابتكار، مسلحة بالعلم والمعرفة في بيئة التجارب والبحث العلمي، حيث تعد ترجمة واقعية للدراسات النظرية التي تحاكي مختلف مناحي الحياة، إلا أن هذه المختبرات في الآونة الأخيرة توارت عن الأنظار وتلاشت في معظم مدارس العاصمة عدن سواء الأساسية أو الثانوية مخلفة هوة تعليمية في سياق العملية التعليمية.

الأستاذة إلهام عبد الرب محمد – مديرة مدرسة أبو حربة في مدينة إنماء – تحدثت إلينا عن أهمية المختبرات العلمية في المدارس وقالت: “المختبرات العلمية تساعد في تذليل الصعوبات وتسهيل عملية الفهم لدى الطالب مما يوفر الوقت والجهد لدى الطالب والمعلم على حد سواء، عوضا عن الإسهاب في شرح مادة العلوم نظريا”.

وروت لنا الأستاذة إلهام معاناتها مع غياب المختبر في مدرستها قائلة: “نحن نعاني منذ ستة أعوام من غياب المختبر في المدرسة، والذي يعمل على تقليل فرص الفهم لدى الطالب، ففي زماننا كانت لدينا مختبرات في مدارسنا نقوم فيها ببعض التجارب لتسهيل عملية الفهم، أما الآن في مدرستي ليس لدينا مختبر مجهز عدا أدوات بسيطة، لكن لدينا أستاذة ممتازة الأستاذة ميادة سعيد تقوم بتوفير بدائل من البيئة، كالحوامض، حتى تستطيع القيام على إجراء بعض التجارب وتوصيل المعلومات للطلاب، لقد قدمت العديد من الرسائل والطلبات لوزارة التربية والتعليم لدعم المختبر لدينا، وقدمنا أيضا لأحد الجهات المختصة بالمختبرات لدعم المختبر في المدرسة ولكن لا حياة لمن تنادي”.

-دعوة لفاعلي الخير

تختتم الأستاذة إلهام عبد الرب – مديرة مدرسة أبو حربة – حديثها لنا بدعوة وجهتها لفاعلي الخير وقالت: “أدعو جميع فاعلي الخير إلى مد العون للشباب في تذليل الصعوبات في العملية التعليمية في مادة العلوم وأن يولوا أهمية كبيرة للمختبرات في المدارس، فهناك من الطلاب من يريد التخصص بالعلوم في الجامعة فكيف يجتازوا المرحلة الجامعية والأساس غائب، ففاقد الشيء لا يعطيه، لكن لدينا معلمات قديرات يبذلن قصارى جهدهن لتوصيل المعلومة بجهودهم الشخصية”.

-حرمان الأساسي والثانوي

بدورها الأستاذة فيروز قيسان، مدرسة علوم في مجمع 14 أكتوبر، أكدت أن “مجمع 14 أكتوبر مدرسة تستوعب جميع الطلاب بالمنطقة منذ صف سابع إلى ثالث ثانوي، لذا لا بد من توافر المواد في المختبر، فالمختبر لدينا غير مجهز لكننا نقوم ببعض التجارب حسب إمكانياتنا المتاحة مثل توفير البطاريات بنوعيها الجافة والسائلة وبعض الأحماض، خاصة أثناء شرحي للصف التاسع لارتباط مادة العلوم بالمختبر ارتباطا وثيقا أما المراحل الثانوية لا يدخلون المختبر؛ لأن المختبر ليس مجهزًا ويحتاج للعديد من المواد”.
وأوضحت قائلة: “هناك جهات قدمت لنا بعض المواد البسيطة، كما قدمت بعض الفتيات مواد مختبرية لشرح مادة العلوم، كمادة برادة الحديد، وقمنا بصناعة المغناطيس الكهربائي والجرس الكهربائي، وهناك وعود من وزارة التربية لرفد المختبر بالأدوات والمواد، ولكن إلى الآن لم توفر لنا أي شيء. أتمنى من وزارة التربية والتعليم توفير المواد والأجهزة الخاصة بمختبرنا كونها مهمة جدا”.

-وعود عرقوبية

وقالت الأستاذة إيمان شقاع، مشرفة المختبر في مجمع 14 أكتوبر: “كل درس في مادة العلوم لكافة المراحل مرتبط ارتباطا وثيقا بإجراء التجارب لتثبيت الدرس لدى الطالب، فعندما أشرح له عن التيار الكهربائي نظريًا الطالب لن يستوعب فرق التيار والجهد وفي مادة الكيمياء لن يستوعب تغير المادة وتفاعلها، ولن يستوعب أي معلومات نظرية ما لم يرَ على الواقع وكذا في مادة الأحياء، لدينا مبنى للمختبر ولكن لا يوجد أي أدوات فيه ولقينا وعودًا من وزارة التربية وبتجهيزه، وإلى الآن لم تنفذ تلك الوعود.. ونعمل وفق جهودنا وإمكانياتنا المتاحة أوفر البدائل من البيئة مثل استخدام مادة النرد أو الساعي عوضا عن الصبغات أو يقوم بعض أولياء الأمور بتوفير بعض المواد ليتسنى لنا إجراء تجارب”.

-تجارب بالإمكانيات المتاحة

فيما الأستاذة ثريا حمود – مدرسة علوم في مدرسة 14 أكتوبر – قالت: “لا توجد مواد في المختبر، في مدرستنا المختبر غير مفعل، ولا بد من تفعيله من خلال توفير المواد الكيميائية لإجراء التجارب المرتبطة بدروس العلوم، نبذل جهودًا شخصية لتوفير المواد اللازمة للتجارب من خلال توفير البدائل من البيئة، وباختصار الوقت أقوم بأغلب التجارب حرصا مني على الوقت ولتحقيق أقصى الفائدة الممكنة من الدرس”.

-الأسلوب النظري

تقول الأستاذة هويدا(مدرسة علوم): “للمختبرات المدرسية أهمية كبيرة في تثبت المعلومة في ذهن الطالب، نحن كنا موعودين من وزارة التربية والتعليم بتوفير الأدوات والأجهزة للمختبر بعد نزولهم إلى مختبر المدرسة، ولكن إلى الآن لم تقم الوزارة بتوفير المواد؛ لذا استعيض بإجراء تجارب بسيطة حسب الإمكانيات المتاحة لتوصيل المعلومة، وإذا لم تتوفر المواد اقوم بالشرح نظريا”.

-ازدحام الطلاب

الأستاذة أروى – مدرسة علوم في مدرسة أبو حربة – تحدثت إلينا قائلة: “نعاني من ازدحام الطلاب في الصف، الفصل الواحد يصل عدد الطلاب فيه إلى 45- 50 طالبًا، وضبط الصف يتطلب جهدًا كبيرًا للسيطرة، خاصة أثناء الشرح، مما يهدر الكثير من الوقت، ناهيك عن ضعف مستوى الطلاب. نحن في مجال تخصصنا نبذل قصارى جهدنا لتوفير بدائل من الطبيعة كالملح والسكر والخل لإجراء بعض التجارب”.

قدمنا عدة رسائل
الأستاذ عصام يوسف – أمين مختبر مدرسة أبو حربة للتعليم الأساسي – قال: “بالنسبة لتجهيز المختبر في المدرسة قدمنا العديد من الطلبات والرسائل أولا إلى الرقيبي مدير مكتب التربية والتعليم، ثم قدمنا إلى الأستاذة ليلى وشرحنا لها وضع المختبر، ثم قدمنا رسالة إلى الأستاذ عصام سعدان وقام بالنزول إلى المدرسة والتعرف على احتياجاتها في المختبر، نحن لدينا مبنى للمختبر وهو فارغ من المواد والآن يستخدم لتخزين البسكويت ونطالب الوزارة بسرعة الاستجابة لمطالبنا ورفد المختبر بالاحتياجات اللازمة؛ لأننا منذ سنوات نعمل بإجراء التجارب من خلال توفير البدائل أو باستخدام جهاز العرض لعرض بعض الفيديوهات التعليمية المنزلة من الإنترنت، لكن شاشة العرض أيضا تلفت”.
فيما مدرّسة علوم – رفضت ذكر اسمها – قالت: “المختبر في مدرستنا غير مفعل وكل عام توعدنا إدارة التربية بتوفير المواد اللازمة للمختبر، طبعا الموجهين يعلمون بالنقص في مختبرنا، ونستخدم البدائل، ونقوم بالشرح نظريا أو بتوفير بعض المواد حسب الإمكانيات أو عن طريق صنع المجسمات والوسائل أو الطلب من الطلاب بعض الأنشطة لتعميق فهم الدرس لديه”.

-تلاشي المختبرات المدرسية

يقول عبده الصبيحي، عضو مجلس الآباء ومشرف النشاط الرياضي والصحي في مدرسة الفجر للتعليم الأساسي: “المختبرات المدرسية مهمة جدا للطالب، وبالنسبة لمدرسة الفجر لدينا مبنى للمختبر ولكنه خالٍ على عروشه، ونظرا لعدم عن توفر المواد في المدرسة نرجو من القائمين سواء كانت وزارة التربية والتعليم أو منظمات أو أي جهة أخرى أن تعطي أهمية قصوى لهذه المختبرات، لكونها من ضمن العملية التعليمية، ولقد سعينا لعدة منظمات وفد وعدونا وإن شاء الله أن يوفوا بوعودهم ، لقد كانت فيما مضت توجد مختبرات ولكن بالآونة الأخيرة تلاشت هذه المختبرات وأصبحت ليس لديها أي أهمية بالمدارس، ولكن من المفترض أن تكون ضمن الأولويات”.

-بحجة ظروف البلد

منذر نعمان – رئيس مجلس الآباء في مدرسة الفجر للتعليم الأساسي – أشار إلى أن “المختبرات في المدارس توفر للطالب الكثير من الجهد والوقت وتسرع من عملية الفهم لديه، كما يسهل عملية حل الأسئلة واستيعابها، كما توفر أساسيات وخلفية جيدة في مادة العلوم تسهم في تخطيه مراحل التعليم الجامعي، مثل معرفة أسماء العناصر والمركبات ومدى نسبة خطورتها. في مدرسة الفجر مبنى للمختبر موجود ولكن التجهيزات والمواد معدومة، طالبنا وزارة التربية والتعليم بتوفيرها ولقد وعدونا بتوفيرها لكن إلى الآن لم توفر أي مواد، وكلما تحدثنا مع إدارة التربية نجد التجاهل وإجابات الرفض بسبب الوضع القائم وظروف البلد”.(4 مليو).