أخبار عاجلة
الرئيسية / محو الامية و تعليم الكبار / فؤاد الشامي.. حديث الإنجازات في معركة الأمية

فؤاد الشامي.. حديث الإنجازات في معركة الأمية

Spread the love

بسم الله الرحمن الرحيم..
وبعد الصلاة على سيدنا ونبينا محمد الصادق الأمين وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين..

لكم يسعدني أن نجدد اللقاء هذا العام في المناسبة التي تعد من أهم المناسبات وأبرزها لجهاز محو الأمية وتعليم الكبار، ألا وهي الإحتفال “باليوم العربي لمحو الأمية”، هذه الإحتفالية التي مثلت في العام السابق 2020م إنطلاقة نجاحات جديدة للجهاز.. وبداية تحولات متسارعة نحو الإنجاز..
نجدد لقاءنا تحت شعار: “كلنا عند المسؤولية ليمن بلا أمية” وهو الطموح الذي نسعى لتحقيقه جميعاً من أجل مستقبل أفضل لأبناء الشعب اليمني العظيم.

وإذا كنا في الجمهورية اليمنية نحتفل اليوم بهذه المناسبة السنوية فهو لإيماننا الراسخ بأهمية محو الأمية بين أوساط آبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا وجميع أبناءنا وحقهم في التعلم، واتباع كل الوسائل الممكنة لحشد الدعم والمناصرة لهذه القضية على طول الساحة اليمنية تأكيداً على استمرار صمود الجبهة التربوية بمختلف مجالاتها في وجه الاستهداف الممنهج للعدوان الأمريكي السعودي الغاشم الذي سعى طوال خمس سنوات لإيقاف عجلة التعليم وحرف بوصلته باتجاه التجهيل وتكريس الأمية بكافة أشكالها.

إننا ورغم كل الصعوبات الحالية والإرث الثقيل من ظاهرة تفشي الأمية طوال ثلاثة عقود…ها نحن ندخل هذا العام وقد حققت برامج محو الأمية وتعليم الكبار عدداً من المكاسب الهامة، والتي جاءت ثمرة لتوجيهات معالي السيد العلامة يحيى بدرالدين الحوثي وزير التربية والتعليم، ترجمتها جهود مضنية طوال اثنى عشر شهراً لجميع قيادات وكوادر وموظفي ومعلمي جهاز محو الأمية وتعليم الكبار.. أتت أُكُلها بـــ :

– ارتفاع عدد الملتحقين ببرامج محو الأمية وتعليم الكبار بنسبة فاقت 300% وذلك بافتتاح ما يقارب 2202 مركزاً جديداً و5767 فصلاً دراسياً
ليرتفع بذلك عدد الدارسين والدراسات من 49 ألف في العام السابق، إلى 209 ألف دارس ودارسة هذا العام، وهو ما يعني إلتحاق 159,974 أمي وأمية خلال عام واحد.
– تجويد وتوفير المناهج للدراسين بالعمل على مراجعة وتصويب مجمل الجوانب المتعلقة بمحتوى الدروس المقررة لمراحل محو الأمية وتعليم الكبار، سواءً على مستوى الأخطاء الطباعية أو العلمية أو الفكرية، أو على مستوى الإخراج الفني الملائم لخصوصية تعليم الكبار.. والبدء فعلياً بطباعة 100 ألف كتاب دراسي بالصورة الجديدة والنهائية وتوزيعها على المراكز في مختلف محافظات الجمهورية بالإضافة إلى 35 ألف كتاب مهارات حياتية.

– دعم وتعزيز النشاط الميداني على المستوى المحلي عبر تفعيل مكاتب محو الأمية وتعليم الكبار في المحافظات ومتابعة وتقييم أداء الأنشطة، وقد نفذت في هذا الإطار أكثر من 105 زيارة ونزول ميداني مركزي لمختلف المحافظات.

– تأهيل الكوادر والقيادات: بتنفيذ أكثر من (15) دورة تدريبية في عدة مجالات استفاد منها 220 متدرب ومتدربة، كما وعقدت (41) ورشة عمل لتفعيل القدرات الميدانية شارك فيها 1012 مشارك ومشاركة.

– توفير المعدات والمستلزمات لمراكز التدريب في مختلف المحافظات ضمن برامج التمكين الاقتصادي والأسر المنتجة، بدعمها بالمواد الخام والتي بلغت في المرحلة الأولى بما يقارب العشرة ملايين ريال، وكشا توزيع 140 مكينة خياطة لـــ 130 مركز نسوي لإكساب الدارسات المهارات الحياتية التي يحتاجها سوق العمل.

– تفعيل دور الجهاز في مجال التثقيف الجماهيري: حيث نظم الجهاز (60) محاضرة ثقافية سياسية اجتماعية، ونفذ أكثر من (28) حملة توعية صحية ميدانية في 13 محافظة، غطت ما يقارب (666) تجمع سكاني.. وزع خلالها 40 ألف ملصق إرشادي صحي بوسائل الوقاية من كوفيد19
كما تم تنفيذ برنامج ديني لتعزيز المبادئ الإيمانية، أُسس في (560) مجلساً بـ (13) محافظة.

– إعادة تقييم وتأهيل وحدة للإنتاج الفني والبرامجي التعليمي بعقد شراكة وطنية استراتيجية ستمكن الجهاز من إطلاق الوحدة ضمن خطة هذا العام والبدء بانتاج حلقات الدروس التعليمية وحملات التثقيف الجماهيري الخاصة بمحو الأمية وتعليم الكبار.

– إطلاق عملية تطوير مؤسسي وتحديث للإدارة: وذلك عبر عدد من الأنشطة الرئيسية، بدأت بتحليل شامل للوضع الراهن لبرامج محو الأمية وتعليم الكبار في إطار الرؤية الوطنية للدولة اليمنية الحديثة، والخروج بأولويات العمل للخمس السنوات القادمة، والذي يعد الوحيد من نوعه خلال 20 عاماً مضى.
وإجراء حصر شامل للقوى العاملة وتصحيح الإختلالات الإدارية المتراكمة لسنوات، وتطبيق برنامج ضبط وظيفي للموارد البشرية بنظام البصمة الإلكترونية، وإعداد لائحة تنظيمية على أسس علمية حديثة، كان قد ظل الجهاز منذ إنشائه يعاني تبعات عدم وجود لائحة تنظيمية معتمدة.
والتأسيس لنظام وطني للتعليم المستمر بوضع آلية قانونية ولجنة عليا مختصة لتحديد المستوى تنفيذاً لنص قانون محو الأمية وتعليم الكبار بهذا الشأن، وكذا تطبيق حوسبة كاملة لنظام الاختبارات أصدرت من خلاله شهادات الدارسين بشكل آلي هذا العام ولأول مرة في تاريخ الجهاز.

– توجت هذه النشاطات: بإطلاق موقع إلكتروني لمحو الأمية وتعليم الكبار بحيث سيصبح بإمكان الدارسين الالتحاق بمراكزنا بمختلف برامجها على خارطة الجمهورية عبر نافذة التسجيل عن بعد.

ومن هنا..
أجدها فرصة مناسبة لأكاشف الجميع بأننا في جهاز محو الأمية وتعليم الكبار ورغم كل ما تحقق خلال العام المنصرم، لا نخفيكم علماً بأن الجهاز كجهة حكومية تواجهه الكثير من التحديات كغيره من الجهات في إطار الدولة اليمنية في ظل هذا العدوان البربري، لكننا في ذات السياق ما زلنا وسنظل بنفس الروح والعزيمة الثابتة المستمدة من روح مجاهدينا الأبطال على مختلف الجبهات، مصممون على الصمود والمضي قدماً، متوكلين على الله عز وجل لاتباع الطريق غير المسلوك في التعاطي مع مشكلة الأمية باعتماد الشراكة المجتمعية في مكافحة هذه المشكلة كونها قضية وطنية مجتمعية بامتياز، والإستفادة من كافة طاقات وامكانات المجتمع المتنوعة في القضاء على الأمية، بالتنسيق والتعاون والشراكة مع القطاعات الحكومية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام والقطاع الخاص وشركاء التنمية الآخرون.
وهو ما نتمنى فيه أن يجد الجهاز الدعم والمساندة من القيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى ومجلس النواب وحكومة الإنقاذ الوطني لتحقيق هذا الحلم الوطني حلم القضاء على الأمية الابجدية والمهنية، لننطلق بعد ذلك إلى القضاء على الأمية التقنية إنشاء الله في إتجاه مجتمع المعرفة.

فكما كانت الإنطلاقة في العام السابق نحو الإنجاز، فالتقدم هذا العام سيبدأ بإذن الله عز وجل من مواجهة أهم القضايا الحرجة ذات التأثير الكبير على جميع أنشطة وبرامج محو الأمية وتعليم الكبار وتُلقي بثقلها على أداء الجهاز بشكل واضح، وذلك عبر حشد الدعم السياسي قبل كل شيء لتنفيذ الأولويات التالية:

1) تحديث التشريعات القانونية بما يتواكب مع التطورات العلمية المتسارعة في مجال التعليم غير النظامي، ويتلاءم مع التوجهات المستقبلية للتطوير والتوسع والمتوجب إيجاد مصادر جديدة لموارد ذاتية تخفف العبئ الحكومي وتكون بديلة عن التمويلات الخارجية لمشاريع وبرامج محو الأمية وتعليم الكبار وبالأخص المتعلقة بطباعة الكتب الدراسية، وتوفير التجهيزات والمواد الخام لمراكز التدريب الأساسي والنسوي في عموم المحافظات.
2) إصدار اللوائح التنفيذية والتنظيمية استكمالاً لعملية البناء التنظيمي المتوقفة منذ عشرين عاماً، ومعالجة الإختلالات الحالية الناتجة عن عدم وجود توصيف وظيفي وتضخم كبير في الإدارات العامة النمطية على حساب الإدارات العامة التخصصية المعنية بمجالات عمل الجهاز.
3) إعتماد الآلية التنفيذية لنظام الخدمة العامة الإلزامية في مراكز محو الأمية وتعليم الكبار لخريجي الثانوية العامة، والمرفوع من الجهاز لمجلس الوزراء حتى يتمكن من تحقيق خطط ومبادرات الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة التي تتطلب تحرير ما لا يقل عن 300 ألف أمي سنوياً.
4) عقد الإجتماع الدوري للمجلس الأعلى لمحو الأمية وتعليم الكبار برئاسة رئيس المجلس السياسي الأعلى، والذي لم ينعقد منذ إنشاءه، للوقوف على واقع الأمية في البلد، ومعالجة أبرز التحديات التي تستدعي قرارات سياسية عليا، وعلى رأسها وضع معالجة عادلة لرواتب المعلمين في مراكز محو الأمية وصرف مستحقات عقود المعلمات المتعاقدات والمتعاونات.
5) إطلاق مشروع تطوير وحدة الإنتاج البرامجي لنشر المواد الإعلامية التوعوية بخطورة الأمية وأهمية تعليم الكبار، وإنتاج البرامج التعليمية لتغطية احتياجات المناهج من الدروس التعلمية واحتياجات كتب المهارات الحياتية، وبرامج التثقيف الجماهيري الهادفة لتوسيع المعارف الدينية، والإرشاد الزراعي، والتثقيف السياسي والإقتصادي والإجتماعي والسكاني والصحي.

أخيراً وليس آخراً..
أجدد الثناء والشكر معاً لقيادة وزارة التربية والتعليم وكل الجنود الميمونين من منتسبي هذا المجال العظيم برسالته، الذين أطلقوا العنان لطاقاتهم وتفانوا في عملهم من أجل تحقيق رسالتهم المقدسة لأبناء وبنات شعبهم، كما وهي لجميع الشركاء من مختلف الجهات والمؤسسات والهيئات الحكومية والوطنية الذين لم يتوانوا لحظة في الوقوف إلى جانب الجهاز ودعم برامجه، وأطلب من الجميع بذل مزيدٍ من الجهد والمساندة لخدمة هذه الشريحة الواسعة من أبناء شعبنا والتي وصلت إلى أكثر من 9 ملايين يمني ويمنية في الفئة العمرية من 10سنوات فأكثر.. وهم اليوم في أمس الحاجة إلى توفير فرص التعليم والتدريب والتثقيف.

ختاماً..
إنني على ثقة بأن اليمنيين.. كل اليمنيين.. هم عند المسؤولية.. ليمن بلا أمية.
عاشت اليمن حرة أبية والمجد والخلود لشهدائها الأبرار.. والشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى.

أ. فؤاد عبدالله الشامي
رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار
صنعاء 11 يناير 2021م

  • كلمة لرئيس الجهاز  بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية