أخبار عاجلة
الرئيسية / الاخبار الرئيسية / اليمن : أكياس السكر  والأرز الفارغة تتحول إلى حقائب مدرسية لطلاب حُفاة الاقدام
طلاب في محافظة حجة يدرسون بالخيام

اليمن : أكياس السكر  والأرز الفارغة تتحول إلى حقائب مدرسية لطلاب حُفاة الاقدام

Spread the love

أكثر من 3400 طالب في ميدي بحجة يدرسون تحت الأشجار وفي الأكواخ وفي المساجد

جميع المدارس في المديرية لا تمتلك جهاز حاسوب لأرشفة بيانات الطلاب

شبكة أخبار التعليم/ حجة

في طريق صحراوي وعر متعرج، ينطلق مئات الطلاب اليمنيين من كلا الجنسين بعضهم بدون أحذية، أغلبهم مترجلين على أقدامهم وقليل منهم بواسطة الدواب.

المشهد يستمر بحمل هؤلاء الطلاب في أيديهم أكياس الدقيق والأرز الفارغة كحقائب مدرسية لحفظ كتبهم وأقلامهم، في رحلة تتجسد فيها المعاناة والمأساة الإنسانية التي تدخل عامها السابع جراء الصراع الدائر في البلاد.

تنتهي رحلة الطلاب اليومية هذه إما في خيمة أو عدة خيام، وأحيانا عدة أكواخ، تلك التي أصبحت بديلة للمدارس وفصولها الدراسية التي دمرها العدوان .

عن ذلك المشهد، قال عبدالله طيب، مدير “مدرسة علي بن أبي طالب” المدمرة بمدينة ميدي التابعة لمحافظة حجة (جنوب): “يوجد لدينا أكثر من 350 طالب وطالبة، ثلثيهم لا يمتلكون حقائب ولا زي مدرسي نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية لأهاليهم”.

وفي حديثه للأناضول، أكمل: “يستخدم أغلبية الطلاب أكياس الدقيق والأرز كحقائب لحفظ أدواتهم الدراسية، وهناك عدد من الطلاب يأتي إلى المدرسة حافي القدمين”.

وأضاف وهو جالس على كرسي قرب مدخل كوخ دراسي قائلاً: “كانت رحلتنا إلى المدارس المدمرة في مدينة ميدي محفوفة بالمخاطر والتحديات؛ من أجل جلب المقاعد الدراسية للطلاب من بين أكوام الدمار”، مؤكداً أن “جميع المدارس في المدينة الساحلية مدمرة بشكل كامل، ومحاطة بالألغام والعبوات الناسفة”.

وتابع: “أثناء بحثنا عن المقاعد الدراسية وجدنا بمساعدة الفريق الهندسي لنزع الألغام أكثر من 15 عبوة ناسفة في مدرسة واحدة فقط”.

وفي سبتمبر الماضي، كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، أن “أكثر من 2500 مدرسة تعرضت للضرر أو التدمير بسبب العدوان في مختلف مناطق اليمن، مما أدى إلى حرمان أكثر من 2 مليون طالب من التعليم”.

ووفق مديرة مكتب التربية والتعليم بمديرية ميدي الساحلية فاطمة جمال جربحي، فإن “ما يربو عن 70 في المئة من الطلاب يستخدمون أكياس المواد الغذائية مثل الدقيق والأرز والسكر كحقائب مدرسية”.

وأضافت في حديثها للأناضول أن “نحو 80 في المئة من مجموع الطلاب في المديرية وهم حوالي 800 طالب لا يمتلكون زي مدرسي نتيجة الوضع الاقتصادي في الوقت الراهن لمعظم أهالي الطلاب”.

وأشارت إلى أن “جميع الطلاب يدرسون تحت حرارة الشمس وغبار الصحراء وفي خيام متهالكة وأكواخ منذ ثلاثة أعوام، وسط بيئة قاسية ومن حولهم أصوات الدواب والدراجات النارية”.

وبحسب جربحي، فإن “العملية التعليمية تتوقف في جميع المديريات ومنها ميدي عند المرحلة الإعدادية، نتيجة نزوح الكادر التعليمي المختص لمرحلة ما بعد الإعدادية والحصار القائم، ولذلك يتجه عدد كبير من الأطفال للعمل في الأسواق وترك الدراسة”.

وفي سياق متصل، قال مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية حيران بمحافظة حجة، محمد حسين عوام: “يوجد لدينا 11 مدرسة، أغلبها بحاجة إلى ترميم منها مدرستان دمرتا بشكل كامل”.

وأكد أن “أكثر من 3400 طالب في المديرية يدرسون تحت الأشجار وفي الأكواخ وفي المساجد وفي ظروف بيئية غير ملائمة”.

وأضاف ، وهو جالساً وممسكاً في يده هاتف في غرفة ضيقة لا تتجاوز مترين في متر: “جميع بيانات وكشوفات الطلاب في عموم المديرية في هذا الهاتف”.

وكشف أن مكتب التربية وجميع المدارس في المديرية لا تمتلك جهاز حاسوب لأرشفة بيانات الطلاب.

وأوضح عوام أنه بعد دخول العدوان عامه السابع: “يواصل الأطفال في المديريات دفع ثمن الحرب والحصار، إذ يعاني نظام التعليم من الإجهاد الكبير وانعدام التمويل والتفكك وعدم القدرة على تقديم خدمات آمنة وعادلة ومستدامة لكل الأطفال”.

ورداً على سؤال حول العملية التعليمية، أجاب: “يمكن القول إن التطوع هو العصب الرئيسي لاستمرار العملية التعليمية في جميع المديريات والقرى وفي مخيمات النازحين”.

وأشار إلى أنه “رغم وجود المنظمات الإنسانية الداعمة في اليمن، إلا أنها في غياب تام عن هذا المناطق وسط انقطاع رواتب الكادر التعليمي منذ فترة طويلة”.

وبنظرات من الحزن الممزوج بالألم، التقط أطراف الحديث المعلم التربوي علي عبده طيب، قائلا: “17 عاماً في قطاع التعليم كافية لأن تنهي رغبتنا ويضعف حماسنا وتتلاشى أحلامنا في ظل انقطاع الرواتب وارتفاع الأسعار”.

وفي حديثه ، أشار إلى أن مزرعته البسيطة هي مصدر رزقه الوحيد “وسط حصار خانق ومنع تصدير المنتجات الزراعية للأسواق من قبل الحوثيين”.

وأضاف وهو يستعد لإلقاء الدرس في خيمة للطلاب: “نواجه صعوبات وتحديات تتزايد وتتفاقم بتسارع عجيب دون حل في الأفق” لافتاً إلى أن “المعلم والطالب في رحلة بحث عن مصدر رزق لإعالة أسرهم”.

وفي يوليو الماضي، حذرت منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة “يونيسف” في تقرير، من أن “عدد الأطفال الذين يواجهون اضطرابات في التعليم باليمن قد يصل إلى 6 ملايين (عدد السكان نحو 29 مليونا)”.

وأكد التقرير أن “ثلثي القوة العاملة في التدريس (أكثر من 170 ألف معلم) لم يتلقوا رواتب منتظمة لمدة أربع سنوات، ويضطر المعلمون للتوقف عن التدريس لإيجاد سبل أخرى لإعالة أسرهم، الأمر الذي يعرّض ما يقرب من أربعة ملايين طفل إضافي لخطر فقدانهم فرص الحصول على التعليم”.

كما قتل نحو 3 آلاف و336 طفلا، وتم الاعتداء على 465 من المرافق التعليمية واستخدامها لأغراض عسكرية خلال الفترة بين 26 مارس لعام 2015 و 28 فبراير لعام 2021، وفقاً للتقرير.

التقرير ذاته ذكر أنه “انخرط 17 بالمئة من أطفال اليمن ممن تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما مجموعهم 3.1 ملايين، في عمالة الأطفال، ومن المحتمل أن يكون هناك المزيد من الأطفال العاملين بالوقت الراهن بسبب الانهيار الاقتصادي الذي يشهده اليمن”.

تابعونا على الفيس بوك

 http://shorturl.at/twCWZ