أخبار عاجلة
الرئيسية / تعليم جديد / نظم التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي
نظم التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي

نظم التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي

Spread the love

المقدمة:

يعد التعليم العالي الداعم الأول للتنمية الشاملة و أداة لنهوضها، وذلك لمقدرته على مد المجتمع البشري بما يحتاجه من كفاءات و مهارات لها القدرة على إحداث تغيرات في مختلف مجالات الحياة.

وتعتبر نظم التعليم عن بعد أهم التطورات التي طالت التعليم العالي وذلك لما تشمله من مزايا لا سيما في أوقات الأزمات الاستثنائية إضافة الى الحاجة الماسة إلى توفير فرص التعليم الجامعي لجميع المتعلمين لما فيه من المسارعة في عمليات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية في المجتمعات، إذ تفتح أبواب هذا المستوى من التعليم لكل الراغبين فيه و القادرين عليه عقلياً ومعرفياً، وقناعة الحكومات بقدرته على إحداث تعليم جيد النوعية و بأقل التكاليف و خاصة بعد توفر التقنيات التكنولوجية المتنوعة التي تساعد على توظيفه و تشجيع استخدامه

نظام التعليم عن بعد و أهميته في تطوير مؤسسات التعليم العالي:

لقد أصبح التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي يطور من طرائق التعليم و أنماطه بما يتناسب مع قدرات و احتياجات المتعلمين وهو يحل محل الفصول التقليدية إذ أشار ونوغي (2022) إلى أن التعليم العالي عن بعد هو نظام تعليمي وجد بعد النظام التعليمي العالي التقليدي، ويعتمد على إيصال الدروس و المعلومات إلى المتعلم بدون إشراف مباشر من المعلم، كما أنه يستخدم المستحدثات التقنية التي مما لا شك فيه أنها أصبحت من الضروريات الحتمية لمؤسسات التعليم العالي، ويعد الاهتمام بها مظهر من مظاهر العناية بالعملية التعليمية بكل أشكالها في المؤسسة، مما فرضت الحاجة إلى توفير فرص تعليمية وتدريبية مستمرة مدى الحياة من خلال الاستفادة من الوسائل غير التقليدية تتمثل في نظم التعليم عن بعد لمواجهة التحديات و تحقيق الأهداف التعليمية المتعددة. و يكتسب التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي أهمية بالغة نظراً للانفجار المعرفي الكبير في كل من النظريات التربوية و التوجهات العالمية نحو الفردية في التعلم وجعل المتعلم هو محور العملية التعليمية، ولتغير الحاصل في دور المعلم من ملقن للمعلومة إلى مرشد و مسهل لعملية التعليم (بخيت،2021).

ولا تقتصر أهمية التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي على المتعلمين الأصحاء فقط، بل توصلت دراسة الزكري (2019) إلى أن نظم التعليم عن بعد قد زاد من إمكانية التعليم العالي للمتعلمين من ذوي الاحتياجات الخاصة و منهم الصم و عن جودة الخدمات المقدمة لهم و عن مواجهة تحديات و مشكلات كانت على رأسها عدم توافر مترجمي إشارة مختصين، وعدم وجود قاموس إشارة عربي موحد و وجود خطة واحدة للبرنامج وهي خطة المتعلمين الأصحاء. وهذه التحديات جعلت القائمين على التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي تعمل على تطويره و تعديله للخروج بنظام يحقق أهمية التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي لذوي الاحتياجات الخاصة، و ترى الباحثة أهمية التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي في تطوير جميع جوانب العملية التعليمية في هذه المؤسسة باختلاف خصائص و قدرات المتعلمين و أنماط وطرق تعلمهم.

عوامل استخدام نظم التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي:

 برزت الحاجة إلى التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي بعد الاستجابة للعديد من العوامل الناجمة عن المتغيرات العلمية و التكنولوجية والاجتماعية لمواجهة متغيرات عصرنا الحالي، إذ أن من أهم العوامل التي أدت إلى استخدام نظم التعليم عن بعد كما ذكر الحسن (2020) هي:

  • تلبية الطلب المتزايد على التعليم العالي وذلك نظراً إلى الزيادة السكانية و ما يرتبط بها من زيادة أعداد المتعلمين و فتح الفرصة أمام الجميع لتحقيق مبدأ تكافئ الفرص.
  • التغلب على العائق الزمني و الجغرافي عن طريق نظم التعلم عن بعد على سبيل المثال استخدام تطبيق البلاك بورد الذي يعتمد على تصميم مقررات مؤسسات التعليم العالي و الواجبات و الاختبارات و تصحيحها بشكل إلكتروني و لما فيه من التفاعل مع المتعلمين في بيئة تعليمية منظمة تفاعلية متنوعة في أنظمة التعليم العالي تحفز طاقاتهم و قدراتهم على أكمل وجه في كل زمان ومكان.
  • عدم قدرة مؤسسات التعليم العالي على تغطية كل مساحة الدولة عن طريق التعلم التقليدي مما يرشدهم إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة في العمليات التعليمية و الاعتماد على نظم التعليم عن بعد.
  • مراعاة ظروف أفراد العملية التعليمية في مؤسسات التعليم العالي، حيث تقدم له نظم التعليم عن بعد الحل الأمثل لمواجهة الصعوبات و تقديم فرص التعليم لمن فاته الالتحاق بالمؤسسات التعليمية لأسباب تتعلق بظروفهم الشخصية أو العائلية او الاقتصادية و إتاحة فرصة التعلم لاستثمار أوقاتهم و فراغهم و تثقيفهم واكتساب العادات و المهارات النافعة لتحقيق رؤيا و تطلعات دولهم.
  • التحولات و التطورات المستمرة في مختلف مجالات الحياة التي تتطلب من المتعلمين في مؤسسات التعليم العالي اللحاق بها لتطوير أدائهم نحو التعلم و ليس التعليم وذلك لظهور الكثير من المفاهيم الجديدة التي ترمي إلى التعلم المستقل و التعلم الموجه الذاتي و التعلم من الخبرة و التعلم المفتوح.

تقنيات و أساليب نظم التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي:

شهدت السنوات الماضية تسارعا في تطوير التقنيات المستخدمة في التعليم العالي عن بعد، ويعود ذلك إلى المستحدثات الرقمية إلا أن طرق التعليم عن بعد المتاحة للاستخدام في التعليم العالي تنقسم إلى مجموعتين أساسيتين وهي التعليم المتزامن من خلال إيصال و نقل المعلومات إلى المتعلمين في نفس الوقت و لكن في أماكن جغرافية مختلفة مما يستدعي تنظيم جدول زمني ثابت، أما المجموعة الثانية فهي التعلم غير المتزامن يمتثل في ترك الحرية للمتعلمين يصلون للمواد التعليمية وفقاً لجدولهم الزمني الخاص و بالتالي يكون هو الأكثر مرونة (القاسمي،2021).

وأشار كل من محمد (2020) و القاسمي (2021) إلى وجود العديد من أساليب التعلم عن بعد بسبب التطور في تكنولوجيا و تقنيات الإعلام و الاتصال المستخدمة في مؤسسات التعليم العالي، وأولها أسلوب التعلم بالمراسلة حيث يعمل هذا الأسلوب على إرسال مادة تعليمية مطبوعة من قبل المعلم في مؤسسة التعليم العالي إلى المتعلم و هنا يكمل دور المتعلم في التعليق عليها و طرح الأسئلة و الاستفسارات حولها و من ثم إعادة توجيهها إلى المعلم عادة عبر البريد الإلكتروني حيث يعد من الأساليب التقليدية للتعلم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي. والأسلوب الثاني هو أسلوب الوسائط المتعددة، و يعتمد هذا الأسلوب على استخدام النص المكتوب من قبل المتعلمين من خلال التسجيلات السمعية و البصرية و يستخدم الأقراص المرنة أو المدمجة أو الهاتف والبث التلفزيوني و الإذاعي، أما عن أسلوب المؤتمرات المرئية فهو أسلوب يعتمد و بشكل كامل على شبكات الاتصال الإلكترونية عالية القدرة إذ تمكن المتعلمين من أن يروا ويسمعوا من المعلم في نفس الوقت و أن يوجهوا الأسئلة و يحصلوا على التغذية الراجعة الفورية و إدارة النقاشات بين المعلم و المتعلمين، إضافة إلى أسلوب المواد المطبوعة وهو الأسلوب الأساسي الذي تعتمد علية النظم. أما الأسلوب الذي يعتمد على نقل المادة العلمية و الاتصال بين المتعلمين و ذلك من خلال الويب فهو أسلوب التعلم الافتراضي.

مميزات و عيوب نظم التعلم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي:

تتمثل إيجابيات و مميزات نظم التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي في النقاط التالية كما ورد عن كل من مصطفى (2020) وصالح (2018):

  • تجاوز هذا النمط من التعليم للكثير من عوائق و قيود الزمان و المكان وذلك من خلال استخدام وسائط تعليمية متعددة تلبي احتياجات أفراد مؤسسة التعليم العالي.
  • مقدرة هذا النظام على تلبية الاحتياجات الاجتماعية و الوظيفية و المهنية في سوق العمل لما يتمتع به من مرونة عالية وحداثة من خلال توفيره للعديد من البدائل التعليمية و تقنيات التعلم و الاتصال.
  • يستطيع نظام التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي كسر الجمود في التعليم العالي التقليدي و تعويد المتعلمين على التعلم الذاتي الذي يراعي الفروق الفردية و التعلم التشاركي الذي يحقق المزيد من الإبداع و الابتكار.
  • يسمح نظام التعلم عن بعد بتقديم التوجيه و الدعم و المساعدة المستمرة للمتعلمين في مؤسسات التعليم العالي.
  • الاسترجاع الأرشيفي و التحديث السريع و المستمر في بيئة تعلم تفاعلية تشجع على التواصل بين أفراد مؤسسات التعليم العالي.
  • السعة غير المحدودة عند استخدام نظام التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي سواء في القبول أو في المقررات و البرامج التعليمية.

ومع وجود الإيجابيات هناك بعض المعوقات والتحديات التي تواجه نظام التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي كما ذكرت الأسود (2021):

  • الحاجة الدائمة إلى التدريب على استخدام مستحدثات تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات حيث يحتاج أعضاء هيئة التدريس و المتعلمين إلى التدرب على البرامج الخاصة بالتعليم العالي.
  • افتقار مؤسسات التعليم العالي إلى بنية تحتية تكنولوجية في بعض الجامعات التي تستخدم نظم التعليم عن بعد.
  • مواجهة النظم لبعض المشكلات الأمنية مثل عدم انضباط المتعلمين في حال أداء الاختبارات الالكترونية و تسرب معلوماتهم في حال كان النظام الأمني ضعيف.
  • يرى البعض مناسبة نظم التعلم عن بعد التخصصات النظرية أكثر من التخصصات العملية في مؤسسة التعليم العالي.
  • الاختلاف في الإمكانيات المادية للمتعلمين في مؤسسات التعليم العالي تقلل من فرص التكافؤ التعليمية التي تتطلب توفر إنترنت و أجهزة ذكية في خدمة المتعلمين.
  • الخوف الذي يلازم المعلمين من التقليل من دورهم في العملية التعليمية، واعتيادهم على التعليم التقليدي دون التفكير في التنويع في التدريس بإدخال أنماط و نظم تعلم جديدة.

أدوار المعلم في مؤسسات التعليم العالي في عصر نظم التعليم عن بعد:

يكمن دور المعلم في مؤسسات التعليم العالي في عصر نظم التعليم عن بعد في تصميم التعليم من خلال اختيار المادة التعليمية المناسبة، و تحليل محتواها و تنظيمها و تطويرها مع تنفيذها و إدارتها و الحرص على تقويمها للتأكد من تحقيقها للمخرجات المرجوة منها، كذلك العمل على توظيف تكنولوجيا المواد المطبوعة مثل البرامج التعليمية والمقررات الدراسية و الرسومات الإلكترونية مثل اللوحات الإلكترونية و الفاكس و تكنولوجيا الفيديو مثل مناقشات الفيديو الرقمي، إضافة الى جانب مهم يجب على معلم مؤسسات التعليم العالي أن يلم به وهو تنمية الدافعية عند المتعلمين و تشجيعهم على اكتساب المعرفة وتطوير التعلم الذاتي لديهم لما لهم من حق في التفكير و العمل لبلوغ الاستقلالية فهم لديهم المصادر الداخلية للتوجه والكفاءة الذاتية (مقدم و مصباح،2021).

إستشهاد 85% من أسرة التعليم العالي في قطاع غزة

الخاتمة:

أصبح من الإلزامي على جميع المؤسسات التعليمية بمختلف مراحلها وخاصة مؤسسات التعليم العالي دمج برامج التعليم عن بعد في أنظمتها، لما تتميز به من فوائد تعود بالنفع على الأفراد في المؤسسة و على المجتمع، كما تساهم في تطوير النظم التعليمية و تجويد المخرجات لتناسب التطلعات، لهذا استعرضت هذه المقالة نظم التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي من أهميتها و أساليبها المستخدمة و مميزات و عيوب النظم في التعليم العالي و مجموعة من المحاور الأخرى.

تعليم جديد

https://www.facebook.com/ymnedunews.net