أخبار عاجلة
الرئيسية / طلابنا في الخارج / طلاب يمنيون على “قوارب الموت” من أجل الدراسة في الخارج

طلاب يمنيون على “قوارب الموت” من أجل الدراسة في الخارج

Spread the love

 الدراسة في الخارج

#أخبار التعليم

لا تقتصر مشكلات الابتعاث الخارجي للطلاب من أوائل خريجي الثانوية العامة في اليمن على محدودية التخصصات وغياب التنسيق مع الجامعات المستضيفة وانتظام دفع المستحقات المالية فحسب، بل تتجاوز ذلك كله إلى اختيار طلاب لا تنطبق عليهم شروط استحقاق المنح التي تقدمها العديد من الدول للطلاب.

أثارت قوائم نشرها صحفيون تضم أسماء مئات الطلاب من أبناء مسؤولين في الحكومة وقيادات في الدولة جرى إلحاقهم ببعثات خارجية، غضباً عارماً في الشارع اليمني، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

وضمّت الوثائق المُسرَّبة، وعددها 464 وثيقة، قوائم بأسماء مبتعثين للدراسة في الخارج، وكشوفات صرف مساعدات مالية للربع الرابع من عام 2021 للطلاب المبتعثين من وزارة التعليم العالي وبقية الوزارات الأخرى في 40 دولة، لـ4 آلاف و910 طلاب وطالبات، بأكثر من 8 ملايين دولار، ما دفع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى إصدار قرار بإحالة كافة الأسماء الواردة في الكشوفات إلى جامعات في الداخل.

البحث عن منحة
دفعت الظروف القاهرة والأبواب المغلقة والرغبة في الحصول على تعليم جيد الطالب محمد أحمد باعارمه، الأول على الجمهورية بامتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2021، إلى الهجرة من اليمن لهولندا على قوارب الموت في رحلة طويلة امتدت أشهر للحصول على فرصة الدراسة بإحدى الجامعات.

بدأت قصة محمد فور تفوقه وتواصل عبر الإنترنت مع إحدى الجامعات في المجر والتي رحبت به كونه طالباً متفوقاً لاستكمال تأهيله الجامعي فيها ومعه اثنان من زملائه.

وبحسب الشرق سافر الطلاب إلى المجر والتحقوا بالجامعة لمدة سنتين، ثم فوجئوا بالجامعة تبلغهم بضرورة دفع رسوم تتجاوز 8 آلاف دولار لمواصلة الدراسة وهو المبلغ الذي عجز محمد ورفاقه عن تأمينه، فعادوا إلى اليمن دون شهادات.

ومطلع العام الجاري، سلك محمد طريقاً مختلفاً لتحقيق حلمه قاصداً هولندا ولكن هذه المرة عبر قوارب الموت لاستكمال دراسته، وعلى الرغم من نجاحه في الوصول إلى أمستردام إلا أنه لم يتمكن حتى الآن من الالتحاق بأي جامعة هولندية، وبعد أن أضاع 3 سنوات من عمره باحثاً عن منحة.

وقال والده  إنه طرق كافة أبواب المسؤولين في وزارة التعليم العالي حاملاً شهادة ابنه لإقناعهم بمساعدته في سداد رسوم الجامعة المجرية، لكن دون فائدة.

تخصصات نادرة
عمار ياسر، الحاصل على المركز الأول في الثانوية العامة ضمن محافظات سيطرة الحكومة اليمنية بمعدل 99.88% للعام الجاري، يطمح في الحصول على بعثة في مجالات خارج التخصصات المقدمة للحكومة اليمنية من دول الابتعاث”.

وقال ياسر لـ”الشرق”: “أتمنى الحصول على منحة في الخارج لكن المنح المقدمة للطلاب اليمنيين محصورة في تخصصات بعينها كالطب والهندسة وغيرها، بينما رغبتي مختلفة تماماً وميولي باتجاه التخصصات العلمية كالفيزياء النووية والذكاء الاصطناعي وهندسة الروبوت، هذه المجالات هي حديث العالم الآن”

ومنذ عام 2018، تواجه الحكومة اليمنية عجزاً في سداد مستحقات الطلبة المبتعثين في الخارج، وعلى الرغم من ذلك، استمرت في ابتعاث الدراسين على مدى الأعوام التالية دون إيجاد حلٍ للمشكلة.

ويبلغ عدد الطلاب اليمنيين المبتعثين في الخارج 9300 طالب وطالبة، وفق وزارة التعليم العالي.

التعليم العالي توجه تنبيه لطلاب اليمن الفائزين بمنح التبادل الثقافي في مصر.. ماهو؟

ونظم طلاب وأولياء أمور ومبتعثون لم يتمكنوا من إتمام دراستهم في الخارج لضيق ذات اليد وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التعليم العالي في عدن للمطالبة بوقف ما وصفوه بالمحسوبيات والفساد في ملف الابتعاث الخارجي.

واعتبر الناشط الحقوقي بسام البان في حديث لـ”الشرق”، أن “هذه الوقفة احتجاج ضد الفساد”، مضيفاً: “وجودنا اليوم هو تعبير عن رفضنا للمتاجرة بالمنح الدراسية التي تمنح لأبناء المسؤولين بينما الغالبية من المتفوقين من عامة الشعب يتم حرمانهم من هذه المنح الدراسية”.

صورة غير مؤرخة لوقفة احتجاجية نظمها طلاب يمنيون بسبب تأخر المستحقات الماليةصورة غير مؤرخة لوقفة احتجاجية نظمها طلاب يمنيون بسبب تأخر المستحقات المالية
وقفات بلا طائل
أمام السفارات اليمنية في المغرب ولبنان والهند ومصر وماليزيا ينظم طلاب يمنيون اعتصامات متواصلة منذ سنوات للمطالبة بصرف مستحقات مالية.

وقال الطلاب، في بيان إنهم لم يتسلموا المستحقات منذ سنوات، وإن السبل تقطعت بهم وباتوا عاجزين عن دفع إيجارات مساكنهم أو شراء وجبات الطعام أو دفع المواصلات.

في المقابل تقول وزارة التعليم العالي إن إجمالي ما يصرف على الابتعاث الخارجي سنوياً 15 مليار ريال (نحو 50 مليون دولار).

https://www.facebook.com/Ministry.Higher.Yemen/