أخبار عاجلة
الرئيسية / الاخبار الرئيسية / اليمن يحتفي باليوم العربي لمحو الأمية وسط جهود كبيرة من رئاسة الجهاز لمحاصرة الظاهرة
اليمن يحتفي باليوم العربي لمحو الأمية

اليمن يحتفي باليوم العربي لمحو الأمية وسط جهود كبيرة من رئاسة الجهاز لمحاصرة الظاهرة

Spread the love

العدوان والحصار فاقم مشكلة الأمية وجهاز محو الأمية وتعليم الكبار يخوض معركة مستمرة للحد من المشكلة

تسرب أكثر من 350 ألف طفل من التعليم الأساسي سنوياً يضاعف جهود  التغلب على مشكلة الأمية

تأمين (79,450) فرصة تعليمية للأميين واستيعاب المحررين من الأمية لضمان عدم عودتهم إليها مرة أخرى

افتتاح (399) مركز محو أمية وتعليم كبار جديد، وصرف بدل تنقلات لأكثر من 4 آلاف معلم ومشرف ومدرب 

توفير (100,000,00) كتاب مطور وبتكلفة إجمالية بلغت (55,240,402) ريال

 

أخبار التعليم/صنعاء

يُحيي  اليمن مع سائر الدول العربية في الثامن من يناير كل عام (اليوم العربي لمحو الأمية)وهو اليوم الذي أقرته جامعة الدول العربية عام 1970م وأنشأت فيه الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار، حيث يُعد الاحياء أو الاحتفال بهذا اليوم هو فرصة لتذكير الحكومات بأولوية محو الأمية للأفراد والجماعات، وزيادة الوعي بأهمية الاهتمام بمشاكل تعليم الكبار الموجودة في مجتمعاتنا العربية.

فقد كان التعليم إحدى أهم طرق الهدى التي بعث الله بها رسوله الكريم عليه وعلى آله الصلاة والسلام فبزغ فجر الإسلام بنور العلم ومحاربة الأمية بكافة أشكالها لينتقل العرب بعد أن منّ الله عليهم بالإسلام إلى عصر الازدهار العلمي الذي مكن كل مؤمن من تعلم القراءة والكتابة، لذلك فقد تلازمت مسيرة ال البيت من أعلام الهدى بهدي الناس إلى نور الله وتعزيز مكانة المؤمن المتعلم القادر على القراءة التي تحفظ سلامة نطق كتاب الله وقراءة العلوم المختلفة، وهو ما نادى به الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه عن مكانة الأمة التي تسعى إلى العلم ومعرفة الله ولا يكون ذلك إلا بأمة خالية من الأمية ..

فما زال يعيش اليوم ما يقارب 70 إلى 100 مليون نسمة في الأمة العربية غير قادرين على القراءة والكتابة، ثلثين هذا الرقم من النساء، وفقاً لإحصائيات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وتسجل بلادنا أحد أعلى الدول في العالم نسباً في الأمية، فعلى الرغم من قيام الحكومات اليمنية السابقة بإنشاء جهاز لمحو الأمية وتعليم الكبار بموجب القانون رقم 28 لسنة 1998م إلا أنها ومنذ ذلك الحين ظلت متخلية عن مسؤوليتها في محو الأمية ليظل قانونها حبراً على  ورق، ومورثاً إلينا تركة ثقيلة من الجهل والأمية المتفشية بين أوساط أبناء الشعب اليمني ذكوراً وإناثاً لتشير آخر التقديرات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء بأن عدد الأميين في الفئة العمرية من10 سنوات فأكثر يبلغ: (6,380,763) أمياً وأمية، ويمثلون 29.2% من إجمالي عدد السكان في البلاد.

اليوم العربي لمحو الأمية

هذا وناهيكم اليوم عن تزايد أعداد الأميين في بلادنا خلال سنوات العدوان المنصرمة، حيث أدى الاستهداف المتواصل للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي لمدارس التعليم الأساسي في عموم محافظات الجمهورية إلى تدني الالتحاق بالتعليم وبلوغ أعداد المتسربين إلى أعداد قياسية قدرت بأكثر من 350 ألف طفل سنوياً ممن هم في الفئة العمرية 6 سنوات إلى 10 سنوات، ليصبح من الطبيعي أن تضاف كل هذه الأعداد إلى عِداد الأميين في البلد.

تركة ثقيلة

تركة ثقيلة من الأمية.. جعلها تصبح إحدى أكبر التحديات التي تعترض مسيرة التنمية في بلادنا، التي ومنذ انطلاق ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة.. قد حثت قيادة الثورة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي يحفظه الله رئاسة المجلس السياسي الأعلى على المضي قدماً وبتوجهات حقيقية صادقة تتحمل المسؤولية أمام الله والشعب للعمل على تحرير اليمنيين من الأمية بكافة أشكالها وأنواعها،  ليبدأ تنفيذ تلك التوجهات برؤية الرئيس الشهيد صالح الصماد حيث وضعت محو الأمية كأحد المستهدفات الرئيسة للرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة “يد تحمي ويد تبني”

اليمن يحتفي باليوم العربي لمحو الأمية

وتكللت هذه التوجهات بدعوة رئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس الأعلى لمحو الأمية وتعليم الكبار للانعقاد، والذي عقد اجتماعه الدوري الأول في السابع من ذي القعدة من العام المنصرم برئاسة نائب رئيس المجلس الأعلى لمحو الامية وتعليم الكبار دولة أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس مجلس الوزراء، لأول مرة منذ تأسيس المجلس وإنشاء الجهاز،ثم الدعوة مجدداً لانعقاد الاجتماع الدوري الثاني خلال العام الهجري الجاري كتجسيد لتنفيذ القانون قولاً وفعلاً.

هذا ويأتي إحياء بلادنا هذا العام لـ: اليوم العربي لمحو الأمية في ظل ارتهان الأمة لأمريكا وإسرائيل وضعفها وتخاذلها أمام نصرة إخوانهم في فلسطين المحتلة، والذي هو ناتج بشكل رئيس عن عدم امتلاك أبنائها للوعي والبصيرة، وبالتالي عدم معرفتهم لأعدائهم، من أجل إعداد القوة لمواجهة هذا العدو عملاً بالمنهج القرآني القويم، قوة العلم وقوة السلاح، وهو ما ترجمته  توجيهات معالي وزير التربية والتعليم العلامة السيد يحيى بدرالدين الحوثي مقرر المجلس الأعلى لمحو الأمية وتعليم الكبار من أجلدعم برامج وأنشطة محو الأمية وتعليم الكبار للعمل بكل جد وإخلاصٍ واقتدار لتنفيذ السياسات العاجلة وإعادة مراجعة بعضها واتخاذ الخطوات الوطنية الصادقة والطموحة لمعالجة معضلة الأمية حتى لا تظل اليمن كما ظلت طوال ثلاث عقود من الزمن مراوحة على قائمة الدول الأعلى نسب في الأمية بالعالم.

اقرأ أيضاً : (رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار يشارك في احتفائية وزارة التربية باحياء الذكرى السنوية للشهيد)

كل ذلك بات يشكل تحدياً مع واقع ما تمر به البلاد من عدوان غاشم وحصار جائر والذي سعى طوال تسع سنوات وباستهداف ممنهج لإيقاف عجلة التعليم وحرف بوصلته باتجاه التجهيل وتكريس الأمية، الأمر الذي يجعل التسرب من التعليم وعدم الالتحاق به الخيار الأبسط لصالح كسب لقمة العيش وتأمين الغذاء.

لكن في المقابل كان لزاماً علينا في جهاز محو الأمية وتعليم الكبار -رغم  ضعف الإنفاق الحكومي وتدني الموازنة وشحة الموارد الذاتية المحدودة وتوقف أجور عقود المعلمين وعدم القدرة على توفير الكتاب المدرسي لمعظم الدارسين- حشد جميع الجهود للعمل على توفير البدائل الممكنة لاستمرار الأنشطة التعليمية والتدريبية والتثقيفية في عموم مراكز الجمهورية رغم جملة الصعوبات والمعوقات التي شكل بعضها تحدياً مصيرياً أمام تقديم الخدمة التعليمية.

وبفضل الله وتوجيهات القيادة الثورية والسياسية ودعم مستمر من  معالي العلامة السيد يحيى بدرالدين الحوثي وزير التربية والتعليم، تمكن الجهاز من تحقيق عدد من الإنجازات النوعية على مختلف الأصعدة الفنية والإدارية والتعليمية، والتي كان من أبرزهاخلال عام كامل :

تأمين (79,450) فرصة تعليمية للأميين واستيعاب المحررين من الأمية لضمان عدم عودتهم إليها مرة أخرى، في إطار الهدف الاستراتيجي للرؤية الوطنية خفض نسبة الأمية في اليمن إلى أقل من 20% خلال 10سنوات، تم خلالها افتتاح (399) مركز محو أمية وتعليم كبار جديد، وصرف بدل تنقلات للقوى العاملة التعليمية بمراكز وفصول محو الأمية وتعليم الكبار لعدد (4,205) ما بين معلم ومشرف ومدرب في (2,405) مركز منتشر بـ200 مديرية في 14 محافظة وبتكلفة إجمالية بلغت: (76,530,000) ريال يمني، واستكمال تطوير وتحديث مناهج محو الأمية وتعليم الكبار وطباعتها ليتم بذلك توفير (100,000,00) كتاب مطور وبتكلفة إجمالية بلغت (55,240,402) ريال.

وعلى ذات السياق عمل الجهاز على توفير التمويلات البديلة للاعتمادات الحكومية المتوقفة لتسيير أنشطة محو الأمية وتعليم الكبار محلياً في المحافظات وقد بلغت (13,235,600)كنفقات شهرية صرفت مركزياً لمكاتب الجهاز بالمحافظات وبالمديريات لتسيير وتوجيه ومتابعة أنشطة محو الأمية وتعليم الكبار.

اليوم العربي لمحو الأمية

إلى ذلك فقد تمكن الجهاز في إطار مشروع التمكين الاقتصادي للدارسين والدارسات من تنفيذ المرحلة الرابعة من المشروع والتي استفاد منها (4,878) متدرب، وهدفت لدعم وتطوير وإعادة تأهيل مراكز التدريب الأساسي والنسوي، حيث اشتملت على: توفير مكائن الخياطة للتدريب على المهارات الحرفية، وتأليف وطباعة سلسلة أدلة التدريب الأساسي في المهارات الحرفية لـ9 تخصصات، وتطوير وأتمتة مخرجات التدريب، وتنفيذ عدد من الترميمات للمباني، وبتكلفة إجمالية لهذه المرحلة بلغت (4,317,953) ريال.

كما تم تمويل مختلف أنشطة إعادة تأهيل وتطوير البنية التحتية لمحو الأمية وتعليم الكبار المخطط لها لتوفير السبورات والأجهزة والمستلزمات المختلفة للمكاتب والمراكز والفصول وصيانتها،وبتكلفة بلغت: (7,639,909) ريال، هذا مع العمل على طباعة كتيبات ومستلزمات التثقيف المختلفة، وتطوير البنية القانونية والتنظيمية للجهاز ولوائحه الداخلية وإدخال التقنيةوتأهيل ورفع قدرات العاملين.

https://www.facebook.com/MassMediaAM/

كل ذلك من أجل العمل على الارتقاء بأنشطة ومجالات عمل جهاز محو الأمية وتعليم الكبار بمراحلها ومجالاتها المتنوعة التي تشمل التعليم والتدريب والتثقيف.

أخيراً …..

يسعى الجهاز للمضي قدماً بنفس الروح والعزيمة الثابتة والمستمدة من روح مجاهدينا الأبطال على مختلف الجبهات متبعاً الطريق الأمثل في التعاطي مع مشكلة الأمية باعتماد الشراكة المجتمعية لمكافحة هذه المشكلة كونها قضية وطنية مجتمعية بامتياز، والاستفادة من كافة طاقات المجتمع وبالتنسيق والتعاون والشراكة مع القطاعات الحكومية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام والقطاع الخاص، كعهد جديد من عهود الدولة اليمنية الحديثة وهدفٍ من أهداف ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المباركة، وكأولوية أولى من أولويات العمل الوطني الذي أكد عليه قائد الثورة يحفظه الله.

 

                                                               أ. أحمد يحيى الكبسي

                                                    رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار