- الدكتور غسان هاشم :
- الخريج من الجامعة بإمكانه استكمال دراسته بالخارج دون منغصات أو عراقيل
- عملنا توسعة في المعامل وأعدنا ما تم تدميره ونسعى للتحول الإلكتروني
- حافظنا على كوادرنا المتميزة رغم زيادة العروض المقدمة من الخارج
- نولي البحث العلمي اهتمامنا.. وأي جامعة بدون بحث علمي ليست مؤسسة تعليمية
- حصلنا على الشهادات والتكريمات في العديد من المؤتمرات والمحافل الدولية
- نطمح بان يكون هناك تقييم محلي للجامعات اليمنية
- حوار/ رئيس التحرير
– ولدت كبيرة لتنافس كُبرى الجامعات اليمنية، ومازالت كبيرة بسمعتها العلمية ومكانتها الأكاديمية، إنها جامعة الملكة أروى، إحدى أهم وأعرق الصروح التعليمية في اليمن التي ترسم قصة نجاح وتميز، رغم التحديات التي يواجهها الوطن بصفة عامة والتعليم بصفة خاصة .
من هنا حرصنا في “الشبكة اليمنية لأخبار التعليم” على أجراء هذا الحوار الشامل والمستفيض مع الدكتور غسان علي هاشم، نائب رئيس جامعة الملكة أروى وأمينها العام، ليبوح خلاله بالعديد من عناصر القوة التي تجعل جامعة الملكة أروى مختلفة عن مثيلاتها، محافظة على مكانتها العلمية والأكاديمية طوال 28 عاماً في خطى ثابتة نحو المستقبل .
مشاعر مختلطة من التحدي والأمل والتفاؤل، تلمسها في حديث الدكتور غسان هاشم، الذي بدا صريحا وواقعيا في حديثه معنا، وهو يسرد لنا بعضاً من مسيرة الجامعة ورسالتها وأهدافها . مستعرضاً مكانة الجامعة في التصنيفات العالمية وجانباً من بنيتها التحتية وواقع البحث العلمي فيها، كاشفاً عن السبب الرئيس الذي يجعل جامعة الملكة أروى تحافظ على مكانتها العلمية وسمعتها الأكاديمية، طوال نحو 28 عاما من مسيرتها .
هذه القضايا وغيرها، طرحناها على الدكتور غسان هاشم، وإلى التفاصيل .
* لقد وضعت الجامعة منذ إنشائها عدد من الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، أبرز هذه الأهداف ؟
– هناك جملة من الأهداف التي سعت الجامعة منذ إنشائها إلى العمل على تحقيقها، منها، تقديم تعليم متميز، الوصول إلى المراتب الأولى في التعليم محليا وإقليميا وعربيا . التميز ببرامج أكاديمية محددة. توفير بيئة تعليمية وبحثية داعمة. بناء جسور التواصل مع الهيئات والمؤسسات والكيانات ذات الصلة بنشاط الجامعة .
منح طلبة الجامعة فرصة استكمال دراساتهم العليا سواءً في الداخل أو في الخارج .
* أفهم من كلامكم دكتور بأن الطالب الحاصل على شهادة البكالوريوس من جامعة الملكة أروى، يستطيع استكمال دراسته العليا في الخارج؟
– نعم. فمناهجنا لا تختلف عن مناهج جامعات العالم . فالطالب الخريج من الجامعة، بإمكانه استكمال دراسته العليا بأي جامعة في الخارج دون أي منغصات أو عراقيل .
اقرأ أيضاً : جامعة الملكة أروى تُناصر الشعب الفلسطيني بمهرجان تضامني مدهش وسط اشادة رسمية واسعة
* ماذا عن البنية التحتية للجامعة، دكتور؟
– نحن نعمل في مجال البنية التحتية للجامعة وفق الإمكانيات المتاحة، نظراً للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد .
لكننا بتوفيق من الله عملنا توسعة في المعامل الطبية ، كما قمنا بإعادة ما تم تدميره من قبل العدوان من المعامل والقاعات الدراسية، نتيجة سقوط إحدى الصواريخ في الـ 26 من يناير 2016، حيث تكبدنا خسائر كبيرة في المعامل. لكن بفضل الله وتوفيقه، تم إعادة ما تم تدميره.
كما أضفنا على ما هو موجود، فتوسعنا في عدد العيادات، حيث أصبح لدينا 120 عيادة في طب الأسنان . بالإضافة إلى تطوير المعامل و تحديث الأجهزة .
كما حاولنا التوسع في عدد المباني الموجودة في الجامعة، فقد أصبح لدينا سبعة مباني، ونسعى إلى تجهيز القاعات بالسبورات الذكية، والتحول الإلكتروني في كل المعاملات الداخلية التي نشتغل عليها . كما تم عمل أرشفة الكترونية للوثائق . كما ثبتنا أنظمة للتعامل الداخلي . ولله الحمد قطعنا خطوات كبيرة في عدد من المجالات، فيما يتعلق بالتطوير والتحديث والتوسع . وما زلنا نطمح إلى تحقيق المزيد .
* نسأل دكتور عن كادر التدريس بالجامعة ؟
– نعلم بأن الكثير من الجامعات تعاني في هذا الجانب، خاصة مع الظروف التي تمر بها البلاد، وزيادة العروض المقدمة من الخارج والتي تكاد تستقطب كل حملة شهادات الدكتوراه (الصالح و الطالح ).
لكن بالنسبة لجامعة الملكة أروى فإن الوضع يختلف حيث حرصنا على المحافظة على كادرنا التدريسي، كما حرصنا على استقطاب الكوادر الجديدة المتميزة، تزامنا مع احتفاظنا بكوادرنا ذات الكفاءات العالية ممن أستطعنا الاحتفاظ بهم والذين لم تغريهم مغريات الخروج للخارج .
ونستطيع القول بأن جامعة الملكة أروى تمتلك أفضل الكوادر الأكاديمية على مستوى الجامعات اليمنية، وذلك بالنسبة للكوادر التي لاتزال متواجدة في الوطن .
* أين يقع البحث العلمي من اهتمامات جامعة الملكة أروى ؟
– نحن نولي البحث العلمي اهتمام كبير . فأي جامعة بدون بحث علمي لا يمكن أن نسميها مؤسسة تعليمية . فقد أولت جامعة الملكة أروى – منذ تأسيسها في العام 1995م – أهمية خاصة للبحث العلمي، إدراكا منها للقيمة المضافة التي يمكن أن تعطيها البحوث والدراسات العلمية المتخصصة للمجتمع والمساهمة في تنميته.
لذلك فقد بدأت الجامعة في فتح برامج الدراسات العليا منذ العام 1996م وقد دأبت الجامعة على المضي قدماً في تطوير برامج الدراسات العليا بما يتوافق مع متغيرات المجتمع وحاجاته وبما يتوافق مع متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي.
كما لدينا مجلة علمية محكمة تابعة للجامعة تحرص على نشر الأبحاث فيها رغم وجود بعض الصعوبات فيما يتعلق بالأبحاث التي تصلنا للنشر من حيث الجودة وغيرها .
لكن في المقابل نحث كافة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة على انجاز أبحاث في تخصصاتهم ومجالاتهم المختلفة .
بل إن الجامعة ترصد مكافآت سواءً كانت معنوية أو مادية على الأبحاث المقدمة، والحمد لله نحن مستمرون في نشرها في مجالاتنا ومواقعنا الإلكترونية .
اقرأ أيضاً : جامعة الملكة أروى ضمن أشهر 100 علامة تجارية في اليمن
* الجامعة حققت مستويات متقدمة في التصنيفات العالمية، ماذا يمثل ذلك لكم دكتور غسان ؟
تصدرت الجامعة في العديد من التصنيفات الدولية، وهذا لم يأت عبثا بل جاء نتيجة اتخاذ العديد من الإجراءات وفق خطة إستراتيجية ، كان من شأنها تحقيق هذا التقدم في العديد من التصنيفات العالمية، واحتلال الجامعة موقع الصدارة على مستوى الجامعات اليمنية . ومثل هذه الإنجازات هي مصدر فخر واعتزاز لنا .
على سبيل المثال تصدرت جامعة الملكة أروى في آخر تصنيف للجامعات اليمنية، محرزة المركز الأول في معامل التأثير الأكاديمي في التقييم الدولي للجامعات (ويبوماتريكس ) إصدار يوليو 2023م، متقدمة إلى التصنيف الدولي: 9798 بمعدل تقدم 819 درجة دولية، والى المركز 494 عربياً بمعدل تقدم 15 جامعة عربية.
وتعود إلى المركز الثاني على مستوى الجامعات اليمنية الأهلية، والمركز الحادي عشر على مستوى الجامعات الحكومية والأهلية محلياً.
وخلال فبراير – ديسمبر 22م، حصلنا على المركز الثاني على مستوى الجامعات الأهلية والمركز التاسع على مستوى الجامعات الحكومية، وفقاً لتصنيف الويبو ماتريكس . كما حصلنا على مراكز متقدمة وفقا للعديد من التصنيفات الأخرى .
فالفكرة التي نشتغل عليها ونضعها في اعتبارنا في هذا الجانب، أن هذه التقييمات تكون على عدة محاور، سواء من حيث البحث العلمي أو عدد أعضاء هيئة التدريس أو عدد الطلاب وعدد الخريجين أو عدد الأبحاث العلمية المنشورة وغيرها من المعايير الأخرى .
ونحن نطمح بان يكون هناك تقييم محلي، تعتمده وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لتصنيف الجامعات، وفقا لاجتهاداتها وإنتاجها والتزاماتها باللوائح والأنظمة والتشريعات في البلد .
الدكتور غسان هاشم
* هل تشعرون بالرضا من نتائج هذه التصنيفات العالمية ؟
– في بعض الأحيان، نعم ، لكن نتيجة الحصار المفروض على البلاد وعدم قدرة وزارة التعليم العالي على التواصل المباشر مع هذه المراكز التي تصدر مثل هذه التصنيفات، وانتقائية هذه المؤسسات الدولية وتعاملها بمعيارين مع الجامعات الموجودة في صنعاء وعدن ، كل ذلك يؤدي إلى تشتت في استصدار المعلومات .
لذا تلاحظ على سبيل المثال هناك تصنيف لجامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء وتصنيف آخر لجامعة العلوم والتكنولوجيا بعدن، وغيرها من الجوانب الأخرى .
* دكتور غسان، ما الذي يجعل جامعة الملكة أروى تحافظ على مكانتها العلمية وسمعتها الأكاديمية، على مدى نحو 28 عاما ؟
– باختصار؛لأن المؤسس والمالك لهذا الصرح العلمي، شخصية أكاديمية، تدير وتشرف مباشرة على العملية التعليمية فيها . لا يبحث عن العائد المادي بقدر ما يبحث ويحرص على جودة ومستوى الخدمة التي يقدمها للطلاب .
* جامعة الملكة أروى، تعد واحدة من أوائل الجامعات اليمنية التي أولت مجال الدراسات العليا اهتمامها، حدثونا عن ذلك ؟
– لقد أولت جامعة الملكة أروى – منذ تأسيسها في العام 1995م – أهمية خاصة لهذا الجانب ، حيث بدأت الجامعة في فتح برامج الدراسات العليا منذ العام 1996م، من خلال إنشاء كلية الدراسات العليا . وقد دأبت على المضي قدماً في تطوير برامج الدراسات العليا بما يتوافق مع متغيرات المجتمع وحاجاته وبما يتوافق مع متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي.
وحددت الكلية رؤيتها في الريادة على المستوى المحلي والإقليمي، من خلال تقديم برامج الدراسات العليا، وفقاً لمعايير الجودة المحلية والدولية.
واستطاعت الكلية ترجمة أهدافها، من خلال إعداد الكفاءات العلمية والمهنية المتخصصة وتأهيلهم تأهيلاً عالياً في مجالات المعرفة المختلفة.
العمل على تحقيـــق التميز في برامج الدراسات العليـــا والبحث العلمي والرفــــع من مخرجاتهما، بما يتوافـــق مع معايير الاعتماد الأكاديمـــي. و تلبية احتياجات مؤسسات التعليم العالي وسوق العمل من حملة الشهادات العليا.
* من وقت لآخر تحصل الجامعة على تكريمات ورسائل شكر من وزارة التعليم العالي، تعليقكم ؟
– هذا شيء ايجابي . وهو يمثل تقدير لالتزامات الجامعة تجاه لوائح وأنظمة وتوجيهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. حيث تلاحظ الوزارة بأننا أكثر انضباطا في فتح باب القبول، والتعامل بشفافية مع الطلبة والرفع بوثائق الخريجين بوقتها، هذه المعطيات وغيرها تجعل الوزارة تقدر دورنا هذا .
* دوليا؛ حصلت الجامعة على عدد من الشهادات العالمية في العديد من المؤتمرات الدولية، ما هي أبرز هذه الشهادات ؟
– لقد تم تكريم جامعة الملكة أروى ضمن أفضل الف جامعة على مستوى الاتحاد الأوروبي في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية . فقد كانت هذه آخر الشهادات التي حصلنا عليها .
كما حصلت الجامعة قبل ذلك على العديد من الشهادات الدولية، منها :
– شهادة الاتحاد الدولي لرؤساء الجامعات
– شهادة عضوية البرنامج الأكاديمي للأمم المتحدة
– شهادة عضوية اتحاد الجامعات العربية
– شهادة عضوية اتحاد الجامعات الإسلامية
– شهادة من وكالة التصنيف الدولية لكليات الاقتصاد والمال والأعمال Eduniversal
لكن خلال السنوات التسع الماضية، تعيش الجامعات اليمنية حالة من العزلة عن العالم الخارجي، بسبب الاضطرابات السياسية والحرب التي شهدتها البلاد .
* دكتور غسان، نترك لكم حرية إنهاء هذا الحوار.. ماذا تقولون ؟
– نتمنى أن نحافظ على ما وصلنا اليه وحققناه، وان نحقق المزيد والمزيد إذا استطعنا في ذلك .
كما نتمنى انفراج الوضع السياسي في البلاد ، بحيث يكون تقييمنا وتواصلنا مع الدول والمؤسسات العلمية والأكاديمية في العالم بشكل مباشر وأفضل مما هو عليه الآن .
